بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الغاشية مكتوبة كاملة بالتشكيل
سورة الغاشية هي سورة مكية، نزلت بعد سورة الحاقة، وهي السورة رقم 88 في ترتيب المصحف الشريف، وتتكون من 26 آية، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى الكلمة التي وردت في مطلعها “هل أتاك حديث الغاشية”، وتتحدث عن يوم القيامة وما فيه من أحداث مفزعة.
أسباب النزول
ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن سبب نزول هذه السورة هو سؤال المشركين لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم القيامة، فأنزل الله تعالى هذه السورة لبيان أهوال ذلك اليوم.
موضوعات السورة
وصف يوم القيامة وما فيه من أهوال.
مصير الكفار والمنافقين في الآخرة.
مصير المؤمنين في الآخرة.
النداء إلى الإيمان والعمل الصالح.
أهمية السورة
تذكر الإنسان بيوم القيامة وما فيه من أهوال، فتدفعه إلى الإيمان والعمل الصالح.
تبين مصير الكفار والمنافقين في الآخرة، فتخيفهم من عذاب الله.
تبشر المؤمنين بنعيم الجنة، فتحفزهم على طاعة الله ورسوله.
شرح السورة
هل أتاك حديث الغاشية
تبدأ السورة بسؤال عن يوم القيامة، وتصف أهواله، وتبين أن هذا اليوم حق لا ريب فيه، وأنه سيأتي فجأة على الناس وهم غافلون.
وجاء في قول الله تعالى “هل أتاك حديث الغاشية” أن “الغاشية” هي يوم القيامة، ويسمى كذلك لأنه يغشى الناس بغتة وهم غافلون.
ويؤكد الله تعالى في هذه الآيات على حتمية وقوع يوم القيامة، ويحذر من الاستهزاء به، ويقول أن هذا اليوم سيكون يوم حسرة على الكافرين الذين كذبوا به.
وجوه يومئذ خاشعة
تصف السورة حال الكافرين في يوم القيامة، وتبين أن وجوههم ستكون خاشعة ذليلة، وأنهم سيتمنون لو أنهم كانوا ترابا.
ووصفت الآيات حال الكافرين في الآخرة بأنهم “عمه” أي مكفهرين، و”ناكسين” أي مطرقين برؤوسهم، و”خاشعة” أي ذليلة.
وذكر الله تعالى في هذه الآيات أن الكافرين سيتمنون في ذلك اليوم لو أنهم كانوا ترابا، لأن التراب لا يعذب ولا يحاسب، وهذا يدل على شدة عذاب الكافرين في الآخرة.
عاملة ناصبة
تصف السورة جهود الكافرين في الدنيا، وتبين أنها لن تنفعهم يوم القيامة، وأنهم سيتعرضون للنار.
وتصف الآيات الكافرين بأنهم “عاملة ناصبة” أي أنهم يعملون كثيرا في الدنيا، ولكن أعمالهم لن تنفعهم عند الله لأنها مبنية على الكفر والشرك.
وذكر الله تعالى في هذه الآيات أن الكافرين سيسقون من ماء شديد الحرارة، وسينالهم عذاب شديد يوم القيامة، وذلك جزاء أعمالهم السيئة في الدنيا.
تصلونها يوم الدين
تتحدث السورة عن مصير الكفار في يوم القيامة، وتبين أنهم سيعرضون على النار، وسيلقون فيها جزاء كفرهم.
وتقول الآيات أن الكافرين “تصلونها” أي تدخلونها، و”يوم الدين” هو يوم القيامة الذي يحاسب فيه الناس على أعمالهم.
وذكر الله تعالى في هذه الآيات أن الكافرين سيلقون في النار على وجوههم، وسيمسهم العذاب، وذلك جزاء أعمالهم السيئة في الدنيا.
وجوه يومئذ ناعمة
تصف السورة حال المؤمنين في يوم القيامة، وتبين أن وجوههم ستكون ناعمة مسرورة، وأنهم سينعمون في الجنة.
وجاء في الآيات أن وجوه المؤمنين “ناعمة” أي نضرة مستبشرة، “لنعيمها ساعية” أي تعمل لتنال نعيم الجنة، “بما قدمت راضية” أي بما عملت من صالح الأعمال في الدنيا.
وذكر الله تعالى في هذه الآيات أن المؤمنين سينعمون في الجنة بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وذلك جزاء أعمالهم الصالحة في الدنيا.
في Gannatin cAliyyatin
تصف السورة نعيم الجنة، وتبين أن المؤمنين سينعمون فيها باللهو واللعب والسرور.
وجاء في الآيات ذكر “Gannatin cAliyyatin” وهي جنات عالية، “قطوفها دانية” أي ثمارها قريبة من متناول اليد، “في مقعد صدق” أي في مكان كريم، “عند مليك مقتدر” أي عند الله تعالى صاحب القدرة العظيمة.
وذكر الله تعالى في هذه الآيات أن المؤمنين سينعمون في الجنة بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وذلك جزاء أعمالهم الصالحة في الدنيا.
ولمن خاف مقام ربه Gannatān
تدعو السورة الناس إلى الإيمان والعمل الصالح، وتبين أن من خاف مقام ربه سينعم في الجنة.
وجاء في الآيات أن من “خاف مقام ربه” أي خاف من الله تعالى ووقف عند حدوده، “Gannatān” أي جنتان، “ذواتا أفنان” أي كثيرة الأشجار والأغصان، “فيهما عينان تجريان” أي فيهما أنهار جارية.
وذكر الله تعالى في هذه الآيات أن من خاف مقام ربه سينعم في الجنة بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وذلك جزاء أعمالهم الصالحة في الدنيا.
تختتم سورة الغاشية بدعوة إلى الإيمان والعمل الصالح، وتؤكد على حتمية وقوع يوم القيامة، وتبين مصير الكافرين والمنافقين والمؤمنين في الآخرة.
وتحذر السورة من الاستهزاء بيوم القيامة، وتدعو إلى الإيمان والعمل الصالح، وتبشّر المؤمنين بنعيم الجنة، وتحذر الكافرين من عذاب النار.
وتؤكد سورة الغاشية على عظمة الله تعالى وقدرته على كل شيء، وضرورة الإيمان به واليوم الآخر، والعمل الصالح الذي يقربنا إلى الله تعالى.