إنّا لله وإنا إليه راجعون هي جملة عربية تعني أننا نعود لله، وتُقال هذه الجملة في حالة فقدان شخص عزيز، أو عند سماع خبر مؤلم أو حزين، أو عند حدوث مصيبة أو كارثة. وهي جملة تذكرنا أن الموت حق وأن كل من عليها فانٍ، وأن كل نفس ذائقة الموت.
مفهوم إنّا لله وإنا إليه راجعون
يقين الموت
تذكّرنا هذه الجملة بيقين الموت، وأن كل إنسان سيموت مهما طال عمره أو قصر، مهما كان غنياً أو فقيراً، مهما كان قوياً أو ضعيفاً.
إن معرفة يقين الموت تساعدنا على الاستعداد له، وعلى أن نعيش حياتنا بالتقوى والصلاح، وأن نتزود من الأعمال الصالحة، لأننا لا ندري متى يحل علينا الموت.
تقول الآية الكريمة: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (العنكبوت: 57).
عودة إلى الله
لا يعني الموت فناؤنا وزوالنا، بل يعني العودة إلى الله الذي خلقنا، فهو مالك كل شيء، وهو الذي إليه المصير، وهو الذي يحاسبنا على أعمالنا.
وتذكرنا هذه الجملة بأننا ضيوف في هذه الدنيا، وأن دارنا الحقيقية هي الآخرة، وأننا سنعود إلى الله في نهاية المطاف.
يقول الله تعالى: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (البقرة: 156).
التسليم لقضاء الله
عندما تحدث المصائب والمحن، فإن هذه الجملة تساعدنا على التسليم لقضاء الله وقدره، وأن نقبل ما كتبه لنا، فالله حكيم في خلقه، وهو لا يفعل شيئاً إلا لحكمة.
وتذكرنا هذه الجملة بأن كل ما يصيبنا هو من عند الله، وأننا لا نملك شيئاً، ولا نستطيع أن ندفع عن أنفسنا شيئاً.
يقول الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (الشورى: 30).
فضائل قول إنّا لله وإنا إليه راجعون
طمأنينة القلب
قول هذه الجملة يطمئن القلب، ويسكن النفس، ويزيل الحزن والغم، ويخفف المصاب، ويساعد على الصبر على البلاء.
وتحصل هذه الطمأنينة لأننا نذكر أنفسنا أننا في يد الله، وأنه معنا في كل حال.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد يقول إذا أصيب في ماله أو ولده: إنّا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها، إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيراً منها” (رواه مسلم).
أجر عظيم
إن قول هذه الجملة له أجر عظيم عند الله، فهي تدل على إيماننا بالله تعالى، وتسليمنا لقضائه وقدره، وصبرنا على المصائب.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنّا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها، إلا أبدله الله خيراً منها” (رواه مسلم).
رفع الدرجات
قول هذه الجملة يرفع درجاتنا عند الله تعالى، فهي من الكلمات الطيبة التي يحبها الله ويحب من يقولها.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر” (رواه البخاري).
آداب قول إنّا لله وإنا إليه راجعون
قولها باللسان
يجب أن نقول هذه الجملة باللسان، ولا نكتفي بترديدها في القلوب فقط، حتى نحصل على أجرها، وحتى تذكرنا أنفسنا بمعانيها.
ويستحب أن نقولها بصوت مسموع، حتى يسمعها الآخرون ويتذكروا.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل: إنّا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها” (رواه مسلم).
التسليم بالقلب
لا يكفي أن نقول هذه الجملة باللسان فقط، بل يجب أن نسلم بقضائها وقدرها في قلوبنا، وأن نصبر على المصائب، وأن نرضى بما قسمه الله لنا.
يقول الله تعالى: فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلاً (المعارج: 5).
الدعاء والتضرع
بعد قول هذه الجملة، نسأل الله تعالى أن يجيرنا في مصيبتنا، وأن يعوضنا خيراً منها، وأن يرفع عنا البلاء والمحن، وأن يغفر لنا ذنوبنا ويتقبل منا صالح أعمالنا.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يزال العبد بخير ما لم يدع، فإن دعا هلك” (رواه ابن ماجه).
أمثلة على قول إنّا لله وإنا إليه راجعون
عند وفاة شخص قريب
عندما نفقد شخصاً عزيزاً علينا، فإننا نقول: “إنّا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيراً منها”.
فهذه الجملة تعبر عن حزننا على فراق الميت، وتذكرنا بأننا سنموت جميعاً، وأننا سنعود إلى الله في النهاية.
عند حدوث مصيبة
عندما يحدث لنا مصيبة أو بلاء، فإننا نقول: “إنّا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها”.
فهذه الجملة تعبر عن صبرنا على المصائب، وتسليمنا لقضاء الله وقدره، ورجائنا في أن يعوضنا الله خيراً منها.
عند سماع خبر مؤلم
عندما نسمع خبر مؤلم أو حزين، مثل خبر كارثة طبيعية أو حادث أليم، فإننا نقول: “إنّا لله وإنا إليه راجعون، نرجو من الله أن يرحم الضحايا ويلهم أهلهم الصبر والسلوان”.
فهذه الجملة تعبر عن تعاطفنا مع الضحايا وذويهم، وتذكرنا بأن الموت حق، وأننا جميعاً معرضون للموت.
خاتمة
إن جملة “إنّا لله وإنا إليه راجعون” هي جملة عظيمة لها معاني سامية، وتذكرنا بيقين الموت، وعودتنا إلى الله، وتسليمنا لقضائه وقدره، وتذكرنا أن دارنا الحقيقية هي الآخرة، وأننا سنعود إلى الله في النهاية. فنسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الخاتمة، وأن يتقبل منا صالح أعمالنا، وأن يبدل مصيبتنا خيراً منها.