واغضض من صوتك
ورد في القرآن الكريم آية تحث المؤمنين على تخفيض أصواتهم عند التحدث مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهي قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ [الحجرات: 2].
أسباب النهي عن رفع الصوت
هناك أسباب عديدة لنهي الله تعالى عن رفع الصوت عند التحدث مع النبي صلى الله عليه وسلم، منها:
- إظهار الاحترام والتقدير للنبي صلى الله عليه وسلم، فهو نبي الله ورسوله، ويجب أن يعامل بالوقار والتقدير.
- تجنب الإزعاج والقلق للنبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان يعاني من آلام شديدة في رأسه، وكان رفع الصوت يزيد من آلامه.
- إتاحة الفرصة للنبي صلى الله عليه وسلم لسماع حديث الآخرين، فكان كثير من الناس يتحدثون معه في نفس الوقت، وكان رفع الصوت يمنعه من سماعهم جميعًا.
آثار رفع الصوت
وحذر الله تعالى من أن رفع الصوت عند التحدث مع النبي صلى الله عليه وسلم قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، تتمثل في:
- إبطال الأعمال الصالحة، فرفع الصوت يعتبر من سوء الأدب، وسوء الأدب ينقص من الثواب.
- إلحاق الأذى بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان صلى الله عليه وسلم يعاني من آلام شديدة في رأسه، وكان رفع الصوت يزيد من آلامه.
- حرمان النفس من بركة النبي صلى الله عليه وسلم، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يتقبل النصيحة من الناس، وكانوا يستفيدون من حديثه، ورفع الصوت يمنع من ذلك.
حالات الجهر
على الرغم من النهي العام عن رفع الصوت عند التحدث مع النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن هناك بعض الحالات التي يجوز فيها الجهر بالصوت، منها:
- عند القتال والدفاع عن النفس، ففي هذه الحالة يجوز رفع الصوت لتخويف العدو وإرعابه.
- عند دعوة الناس إلى الله تعالى، ففي هذه الحالة يجوز رفع الصوت لنشر الدعوة وإيصالها إلى أكبر عدد ممكن من الناس.
- عند التعليم والإرشاد، ففي هذه الحالة يجوز رفع الصوت لتوضيح المسائل وتوصيل المعلومة بالشكل الصحيح.
كيفية تطبيق الأمر
لتطبيق أمر الله تعالى واغضض من صوتك، يجب علينا اتباع الخطوات التالية:
- خفض الصوت عند التحدث مع النبي صلى الله عليه وسلم، سواء كان ذلك في مجلسه أو في غيره.
- عدم الجهر والغلظة في الكلام، بل التحدث بصوت هادئ ولطيف.
- مراعاة مشاعر النبي صلى الله عليه وسلم، وعدم إزعاجه أو إلحاق الأذى به.
فضل تطبيق الأمر
لتطبيق أمر الله تعالى واغضض من صوتك، فضائل عديدة، منها:
- نيل رضا الله تعالى وثوابه، فالله تعالى يحب من يتبع أوامره وينتهي عن نواهيه.
- احترام النبي صلى الله عليه وسلم وتقديره، وهو ما يحبه النبي صلى الله عليه وسلم.
- إظهار الأدب وحسن الخلق، وهما من صفات المؤمنين.
الخلاصة
أمر الله تعالى المؤمنين واغضض من صوتك عند التحدث مع النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لأسباب عديدة، منها احترام النبي صلى الله عليه وسلم، وتجنب إزعاجه، وإتاحة الفرصة له لسماع حديث الآخرين. ويمكن تطبيق هذا الأمر من خلال خفض الصوت عند التحدث مع النبي صلى الله عليه وسلم، وعدم الجهر والغلظة في الكلام، ومراعاة مشاعره. ويترتب على تطبيق هذا الأمر فضائل عديدة، منها نيل رضا الله تعالى، واحترام النبي صلى الله عليه وسلم، وإظهار الأدب وحسن الخلق.