و لسوف يعطيك ربك فترضى
و لسوف يعطيك ربك فترضى، قال تعالى في سورة الضحى، وهي من السور المكية، ويبلغ عدد آياتها 11 آية، ونزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بعد فترة انقطاع الوحى، وفيها يواسي الله تعالى نبيه ويبشره بعطاء كثير ورضا، وأن الله لن يتركه أبدًا.
أسباب نزول الآية
اختلف المفسرون في سبب نزول هذه الآية، فقال بعضهم: أنها نزلت بسبب فترة انقطاع الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم، والتي استغرقت فترة طويلة، فحزن النبي صلى الله عليه وسلم لذلك، فأنزل الله عليه هذه الآية ليطمئن قلبه ويبشره بعطاء كثير ورضا.
وقال بعضهم: أنها نزلت بسبب شكوى بعض الصحابة من فقرهم، فأنزل الله عليهم هذه الآية ليبشرهم بالعطاء والرضا، وأن الله لن يتركهم أبدًا.
معنى الآية
و لسوف يعطيك ربك فترضى، قال ابن كثير في تفسيره: “وعد من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم أنه سيعطيه من الخير ما يرضيه، في الدنيا والآخرة، وأن ما أصابه من فترة انقطاع الوحي وحزن الصحابة على فقرهم، سيعوضهم الله عنه خيرًا كثيرًا”.
دروس مستفادة من الآية
أن الله تعالى يرى عباده، ويعلم ما في قلوبهم، ويعرف ما يحتاجون إليه.
أن الله تعالى كريم، ولا يترك عباده أبدًا، بل يعطيهم من فضله ورزقه.
أن على العبد أن يرضى بقضاء الله وقدره، وأن يعلم أن الله تعالى لن يضيعه أبدًا.
أن على العبد أن يتوكل على الله تعالى، وأن لا ييأس من رحمته.
وعد الله لنبيه
وعد الله لنبيه صلى الله عليه وسلم كثيرًا من الخير والبركة والرضا، ففي هذه الآية يعده الله تعالى بأنه سيعطيه من الخير ما يرضيه، وفي آية أخرى يقول تعالى: “وإنك لعلى خلق عظيم”، وفي آية أخرى يقول تعالى: “فاصبر إن وعد الله حق”، وفي آية أخرى يقول تعالى: “وما ربك بظلام للعبيد”.
شكر الله تعالى
عندما يعطي الله تعالى العبد من فضله ورزقه، فعلى العبد أن يشكر الله تعالى على نعمه، وأن يذكر الله تعالى كثيرًا، وأن يطيع أوامره وينتهي عن نواهيه، قال تعالى: “واذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم”، وقال تعالى: “واعبد ربك حتى يأتيك اليقين”.
فضل الرضا بقضاء الله وقدره
الرضا بقضاء الله وقدره من أعظم أسباب السعادة والراحة القلبية، فعندما يرضى العبد بقضاء الله وقدره، يكون قد أسلم أمره لله تعالى، وأيقن أن الله تعالى هو الذي يتولى أمره، وأنه لن يضيعه أبدًا، قال تعالى: “فإن الله مع الصابرين”، وقال تعالى: “وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون”.
الاستغفار والتوبة
من أعظم أسباب حصول العبد على رضا الله تعالى الاستغفار والتوبة، فعندما يستغفر العبد الله تعالى ويتوب عن ذنوبه، يمحو الله تعالى ذنوبه، ويبدلها حسنات، ويكتب له السعادة والراحة القلبية، قال تعالى: “وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون”، وقال تعالى: “وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعًا حسنًا إلى أجل مسمى”.
الدعاء
الدعاء من أعظم أسباب حصول العبد على رضا الله تعالى، فعندما يدعو العبد الله تعالى يسأله من فضله ورزقه، يستجيب الله تعالى دعاءه، ويكتب له ما سأله، قال تعالى: “ادعوني أستجب لكم”، وقال تعالى: “وما كان ربك نسيا”.
الخاتمة
و لسوف يعطيك ربك فترضى، وعد من الله تعالى لعباده المؤمنين، بأن يعطيهم من الخير والبركة والرضا ما يرضيهم، في الدنيا والآخرة، فعلى العبد أن يرضى بقضاء الله وقدره، وأن يتوكل عليه، وأن يستغفر ويتوب، وأن يدعو الله تعالى، ويسأله من فضله ورزقه، فإن الله تعالى كريم، ولا يضيع أبدًا من توكل عليه.