أكذوبة الميلاتونين
الميلاتونين هو هرمون ينتجه الجسم بشكل طبيعي استجابةً للظلام. يُعرف باسم “هرمون النوم” لأنه يساعد على تنظيم دورة النوم والاستيقاظ. ومع ذلك، فقد أُسيء استخدام الميلاتونين كمكمل غذائي لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات، بما في ذلك الأرق واضطرابات النوم الأخرى. في هذا المقال، سنكشف عن أكذوبة الميلاتونين ونستكشف الأسباب التي تجعل الاعتماد عليه كمكمل غير ضروري بل وقد يكون ضارًا.
أكذوبة فعالية الميلاتونين للأرق
تزعم العديد من المكملات الغذائية التي تحتوي على الميلاتونين أنها فعالة في علاج الأرق. ومع ذلك، تشير الأدلة العلمية إلى أن فعالية الميلاتونين للأرق ضئيلة للغاية، وخاصة بالنسبة للأرق المزمن.
أجريت مراجعة منهجية لـ19 دراسة حول استخدام الميلاتونين للأرق ووجدت أن متوسط الفرق في زمن النوم بين الميلاتونين والدواء الوهمي كان 8 دقائق فقط. كما وجدت مراجعة أخرى لـ12 دراسة أن الميلاتونين لم يكن أكثر فعالية من الدواء الوهمي في تحسين نوعية النوم.
علاوة على ذلك، أظهرت بعض الدراسات أن الميلاتونين قد يكون له بالفعل آثار سلبية على النوم، مثل زيادة الوقت اللازم للنوم أو الشعور بالنعاس أثناء النهار.
وهم الأمان طويل المدى
غالبًا ما يُروج للميلاتونين كمكمل آمن لأنه ينتج بشكل طبيعي في الجسم. ومع ذلك، فإن سلامة الاستخدام طويل المدى للمكملات الغذائية التي تحتوي على الميلاتونين لم تُدرس بشكل كافٍ.
أظهرت بعض الدراسات أن تناول مكملات الميلاتونين لمدة تصل إلى 6 أشهر قد يكون آمنًا، لكن لا توجد بيانات طويلة المدى حول ما إذا كان الاستخدام المستمر للميلاتونين آمنًا أم لا.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتفاعل الميلاتونين مع بعض الأدوية، مثل مميعات الدم ومضادات الاكتئاب. من المهم استشارة الطبيب قبل تناول مكملات الميلاتونين إذا كنت تتناول أي أدوية.
دراسات رعاية صحية رديئة
إن معظم الدراسات التي تدعم مزاعم فعالية الميلاتونين للأرق رعاية صحية رديئة. العديد من هذه الدراسات صغيرة وذات جودة منخفضة وقصيرة المدى.
علاوة على ذلك، فإن معظم هذه الدراسات مموّلة من قبل شركات تنتج أو تبيع مكملات الميلاتونين، مما قد يؤدي إلى تضارب في المصالح.
هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات عالية الجودة والمستقلة لتحديد فعالية الميلاتونين للأرق بشكل دقيق.
بدائل طبيعية أكثر فعالية للنوم
بدلاً من الاعتماد على مكملات الميلاتونين، هناك العديد من البدائل الطبيعية الأكثر فعالية التي يمكن أن تساعد على تحسين النوم، بما في ذلك:
- اذهب إلى الفراش واستيقظ في نفس الوقت كل يوم، حتى في عطلات نهاية الأسبوع.
- قم بإنشاء روتين منتظم قبل النوم قد يستغرق من 30 إلى 60 دقيقة، مثل الاستحمام الدافئ أو القراءة.
- تأكد من أن غرفة نومك مظلمة وهادئة وباردة.
- تجنب الكافيين والكحول والنيكوتين قبل النوم.
- ممارسة تمارين الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل.
الحالات التي يمكن أن يستفيد منها الميلاتونين
على الرغم من أن الميلاتونين ليس فعالاً بشكل عام للأرق، إلا أنه قد يكون مفيدًا في بعض الحالات المحددة، مثل:
- اضطراب الرحلات الجوية الطويلة وهو اضطراب مؤقت في دورة النوم والاستيقاظ يحدث عند السفر عبر مناطق زمنية متعددة.
- اضطراب النوم المتغير في نوبات العمل وهو اضطراب في النوم يحدث عند العمل في نوبات ليلية أو متغيرة.
- اضطراب النوم الناتج عن عمى العينين وهو اضطراب في النوم يحدث عند الأشخاص المكفوفين الذين فقدوا قدرتهم على إدراك الضوء.
متى يجب عليك زيارة الطبيب
إذا كنت تعاني من صعوبة في النوم، فمن المهم استشارة الطبيب. قد تكون تعاني من اضطراب أساسي في النوم يتطلب علاجًا متخصصًا.
يمكن لطبيبك إجراء تقييم للنوم لتحديد سبب مشاكل نومك ووضع خطة علاج مناسبة.
لا تعتمد على مكملات الميلاتونين كعلاج ذاتي للأرق. استشر طبيبك دائمًا قبل تناول أي مكملات غذائية.
الخاتمة
إن أكذوبة الميلاتونين هي أن هذا الهرمون فعال كعلاج عام للأرق. تدعم الأدلة العلمية فعالية الميلاتونين المحدودة في أفضل الأحوال للأرق، وخاصة للأرق المزمن. بالإضافة إلى ذلك، فإن سلامة الاستخدام طويل المدى لمكملات الميلاتونين غير مؤكدة. هناك العديد من البدائل الطبيعية الأكثر فعالية التي يمكن أن تساعد على تحسين النوم. إذا كنت تعاني من صعوبة في النوم، فمن المهم استشارة الطبيب لتحديد سبب مشاكل نومك ووضع خطة علاج مناسبة.