ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي
لطالما تغنى الشعراء العرب بالليل، فمنهم من أحبه ووجده مصدر إلهام وراحة، ومنهم من كرهه ووصفه بالوحشة والظلام. وفي قصيدة “ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي” للخليفة العباسي المتوكل، نجد مزيجًا من هذين الشعورين.
ظلمة الليل ووحشته
يصف المتوكل في مطلع القصيدة الليل بأنه طويل ووحيد ويطلب منه أن ينجلي. فهو يرى فيه مصدرًا للخوف والقلق، حيث يقول:
“ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي / بصبح، وأنت شؤم، عني وأنت غي / وأنت الذي لا أقصر الدهر ليله”
ويستمر المتوكل في وصفه لظلمة الليل ووحشته، حيث يقول:
“فأنت الذي تخشى عشياته الحصى / وأنحش ليلي وجنبي ليلة البرد”
طول الليل وملازمته
يشكو المتوكل من طول الليل ويقول إنه لا يتضاءل مهما مر الوقت، حيث يقول:
“ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي / بصبح، وأنت زمان، لا الليل ينجلي”
ويشعر المتوكل أن الليل قد لازمته ولن يتركه، حيث يقول:
“وما ليلة إلا تكرر طيفها / وإن خلت أن قد نام طرفك عن مضجعي”
دواعي الأرق
يفصح المتوكل عن بعض أسباب أرقه وعدم قدرته على النوم، حيث يقول:
“ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي / بصبح، وقد بت هموم، وما نلت منهن”
فهو يذكر همومه ومشاكله التي تمنعه من النوم، حيث يقول:
“عداني سهاد طالما زاد في الكرى / وعلمني الهموم داء بلا دواء”
أمل في الفرج
على الرغم من ضيق المتوكل وحزنه، إلا أنه لا يزال يحمل أملًا في الفرج، حيث يقول:
“ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي / بصبح، وأنت حزن، لا صبح منك يرجى”
ويطلب من الله أن يفرج كربه وينجيه من همومه، حيث يقول:
“ويا رب قد ضاقت لواعج صدري / إليك، فهل ستفرج عني وأنت الطبيب”
نداء الصباح
في ختام القصيدة، ينادي المتوكل الصباح ويلح عليه أن يأتي وينهي الليل الطويل، حيث يقول:
“ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي / بصبح، فإن الصبح راحته منك.”
فهو يرى في الصباح فرصة للتخلص من همومه وبدء يوم جديد، حيث يقول:
“فيا رب هب لي الصبح منك منائحي / وأنت الذي تهب العطاء لمن سألك”
الخلاصة
في قصيدة “ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي”، يصف الخليفة المتوكل طول الليل ووحشته وظلمته، ويشكو من همومه وأرقه. ومع ذلك، لا يزال يحمل أملًا في الفرج، وينادي الصباح لينجيه من كربه.