إنك لعلى خلق عظيم
إن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عظيماً في جميع جوانبه، وكان مثالاً رائعاً يحتذى به في حسن الخلق والتعامل مع الآخرين، وقد شهد له بذلك أعداؤه قبل أصحابه، فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن”، أي أن أخلاقه كانت تجسيداً لما جاء في القرآن الكريم من أخلاق فاضلة.
حسن المعاملة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن المعاملة مع الجميع، مهما كانت ديانتهم أو مكانتهم الاجتماعية، فقد كان يبتسم في وجوه الناس، ويرد السلام عليهم، ويساعد المحتاجين منهم، ويحسن إلى جيرانه، ويصبر على أذى المشركين.
وقد وردت العديد من الآيات في القرآن الكريم تحث على حسن المعاملة، مثل قوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4]، وقوله تعالى: ﴿وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: 34].
التواضع
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواضعاً لا يتكبر على أحد، وكان يجالس الفقراء والمساكين، ويأكل معهم، ويشاركهم في أعمالهم، ويحمل أمتعته بنفسه.
وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على التواضع، فقال: “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر”، وقال: “إن الله يحب المتواضعين، ويكره المتكبرين”.
العفو والصفح
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عفواً صفوراً، يصفح عن المسيئين إليه، ويرد الإساءة بالإحسان، وقد عفا عن أهل مكة بعد فتحها، رغم ما فعلوه به وبأصحابه من أذى.
وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على العفو والصفح، فقال: “من كظم غيظاً وهو قادر على إمضائه، ملأ الله قلبه رضاً يوم القيامة”، وقال: “ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً”.
الصدق والأمانة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صادقاً أميناً، لا يكذب ولا يخلف وعده، وكان يُعرف بين قومه بالصادق الأمين، وقد اشتهر بهذه الخصلة قبل بعثته.
وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدق والأمانة، فقال: “عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة”، وقال: “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان”.
الحياء
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حييًا، لا يحب أن يرى ما يعاب من الآخرين، وكان يغض بصره عن المحارم، ولا يتحدث عن عورات الناس.
وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحياء، فقال: “الحياء من الإيمان”، وقال: “لا إيمان لمن لا حياء له”.
الشجاعة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شجاعاً لا يهاب الموت في سبيل الله، وكان يقاتل في سبيل الله بشجاعة وإقدام.
وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الشجاعة، فقال: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف”، وقال: “من قتل في سبيل الله، فهو شهيد”.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالاً رائعًا في حسن الخلق والتعامل مع الآخرين، وأخلاقه كانت تجسيدًا لما جاء في القرآن الكريم من أخلاق فاضلة، وقد شهد له أعداؤه قبل أصحابه بحسن خلقه وعظيم أخلاقه. إن اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حسن الخلق هو الطريق إلى الفلاح في الدنيا والآخرة.