احترام المسنين.. فريضة دينية واجتماعية وأخلاقية
المسنون هم شريحة مهمة في المجتمع، وهم يستحقون كل الحب والاحترام والتقدير، ففيهم من الخبرة والحكمة ما لا نجده في غيرهم، وقد حثت الشريعة الإسلامية على احترامهم وتوفير لهم الرعاية اللازمة، فقد قال تعالى في سورة الإسراء الآية 23: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما”.
أهمية احترام المسنين
يحظى المسنون باحترام كبير في المجتمعات العربية والإسلامية، وذلك لما لهم من منزلة عظيمة ودور بارز في بناء المجتمع وتطوره، وللاحترام العديد من الفوائد على المسنين من الناحيتين النفسية والاجتماعية، ومنها:
– تحسين الصحة النفسية: يشعر المسنون بالراحة والسرور عندما يحظون بالاحترام والتقدير من قبل الآخرين، وهذا بدوره يؤثر إيجابيا على صحتهم النفسية، حيث يقلل من الشعور بالوحدة والعزلة.
– تعزيز الثقة بالنفس: يساعد الاحترام على تعزيز الثقة بالنفس لدى المسنين، حيث يشعرون بأنهم مهمون وقيمون في المجتمع، وهذا يمنحهم الثقة اللازمة لمواصلة حياتهم بنشاط وفاعلية.
– تقوية الروابط الاجتماعية: يقوي الاحترام الروابط الاجتماعية بين المسنين وغيرهم من أفراد المجتمع، حيث يشعر المسنون بأنهم جزء من المجتمع وأنهم محل تقدير واحترام من قبل الآخرين.
الواجبات تجاه المسنين
هناك العديد من الواجبات التي يمكننا القيام بها تجاه المسنين، وذلك لإظهار احترامنا وتقديرنا لهم، ومنها:
– الإصغاء إليهم: يجب أن نستمع باهتمام إلى ما يقوله المسنون، وأن نمنحهم الفرصة للتعبير عن آرائهم ومشاعرهم، ففي كلامهم الكثير من الحكم والعبر.
– مساعدتهم في أعمالهم: يجب أن نساعد المسنين في أعمالهم اليومية، مثل التسوق والتنظيف والمهام الأخرى التي قد يصعب عليهم القيام بها، فذلك يظهر لهم أننا نهتم بهم ونساعدهم.
– توفير الرعاية الصحية لهم: يجب أن نحرص على توفير الرعاية الصحية اللازمة للمسنين، وذلك عن طريق اصطحابهم إلى الطبيب وإعطائهم الأدوية في مواعيدها، فصحتهم مهمة ويجب أن نعتني بها.
الآثار السلبية لإهمال المسنين
يؤدي إهمال المسنين إلى العديد من الآثار السلبية، منها:
– الشعور بالوحدة والعزلة: يشعر المسنون الذين يتم إهمالهم بالوحدة والعزلة، وهذا بدوره يؤثر على صحتهم النفسية والجسدية.
– فقدان الثقة بالنفس: يفقد المسنون الذين يتم إهمالهم الثقة بالنفس، حيث يشعرون بأنهم غير مهمين وغير مرغوب فيهم، وهذا يؤثر على حياتهم بشكل سلبي.
– تدهور الصحة: يؤدي إهمال المسنين إلى تدهور صحتهم، حيث لا يحصلون على الرعاية الصحية اللازمة، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأمراض المزمنة.
حقوق المسنين
هناك العديد من الحقوق التي يجب توفيرها للمسنين، منها:
– الحق في الرعاية الصحية: يحق للمسنين الحصول على الرعاية الصحية اللازمة، وذلك عن طريق توفير التأمين الصحي لهم وتوفير الأدوية اللازمة.
– الحق في السكن اللائق: يحق للمسنين الحصول على سكن لائق ومناسب، ويجب أن يكون السكن قريبا من الخدمات الأساسية مثل المستشفيات والمحلات التجارية.
– الحق في المشاركة الاجتماعية: يحق للمسنين المشاركة في الأنشطة الاجتماعية المختلفة، ويجب أن توفر لهم الفرص للمشاركة في هذه الأنشطة.
دور المجتمع في رعاية المسنين
يلعب المجتمع دورا كبيرا في رعاية المسنين، ويمكن للمجتمع القيام بالعديد من الأشياء من أجل توفير الرعاية اللازمة للمسنين، ومنها:
– إنشاء مراكز لرعاية المسنين: يمكن للمجتمع إنشاء مراكز لرعاية المسنين، والتي توفر لهم الرعاية الصحية والاجتماعية اللازمة.
– توفير برامج الدعم الاجتماعي: يمكن للمجتمع توفير برامج الدعم الاجتماعي للمسنين، والتي تساعدهم على التواصل مع الآخرين والانخراط في الأنشطة الاجتماعية.
– زيادة الوعي بأهمية احترام المسنين: يمكن للمجتمع زيادة الوعي بأهمية احترام المسنين، وذلك من خلال الحملات الإعلامية والتثقيفية.
وفي الختام، فإن احترام المسنين واجب ديني واجتماعي وأخلاقي، ويجب أن نحرص على توفير الرعاية اللازمة لهم، وأن نمنحهم الحب والاحترام والتقدير الذي يستحقونه، وذلك لما لهم من دور كبير في بناء وتطوير المجتمع.