أحاديث عن التسامح
التسامح هو من أهم القيم الأخلاقية التي تحث عليها جميع الأديان السماوية، ومنها الدين الإسلامي، الذي حث المسلمين على التسامح مع الآخرين، مهما كانت ديانتهم أو عرقهم أو لونهم، وأنزلت آيات كثيرة في القرآن الكريم تحث على هذه القيمة.
والتسامح يعني العفو والصفح عن أخطاء الآخرين، وعدم معاقبتهم على ما فعلوه، والتسامح لا يعني الضعف أو الاستسلام، ولكنه يعني القوة والعزة، فالشخص المتسامح هو أقوى من الشخص المنتقم، لأن الانتقام لا يؤدي إلا إلى العنف والصراع، بينما يؤدي التسامح إلى السلام والمحبة.
التسامح في الإسلام
حث الإسلام على التسامح مع الآخرين، مهما كانت ديانتهم أو عرقهم أو لونهم، وأنزلت آيات كثيرة في القرآن الكريم تحث على هذه القيمة، ومن هذه الآيات:
(وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ) الأنعام: 108.
(وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) النحل: 126.
(أَدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) النحل: 125.
ووردت أيضًا أحاديث كثيرة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم تحث على التسامح، ومن هذه الأحاديث:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء).
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كظم غيظه وهو قادر على أن ينفذه ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة).
فضائل التسامح
للتسامح فضائل كثيرة، فهو سبب لدخول الجنة، وثمرة من ثمار الإيمان، ويقرب المسلم إلى الله عز وجل، ويجعل قلبه مطمئنًا، ويحبه الناس، ويجعله محط رحمة الله عز وجل.
آثار التسامح على الفرد والمجتمع
للتسامح آثار إيجابية على الفرد والمجتمع، فهي تحفظ للمجتمع تماسكه ووحدته، وتخلق روح المحبة والتعاون بين الناس، وتحمي المجتمع من الآثار السلبية التي تترتب على الصراع والنزاع، وتساعد على تحقيق السلام والوئام بين الناس.
كيفية ممارسة التسامح
يمكن ممارسة التسامح من خلال اتباع الخطوات التالية:
1. إدراك أنك لست مثاليًا وأنه من الطبيعي أن ترتكب أخطاء.
2. تعلم أن تغفر للآخرين حتى لو كانوا قد أخطأوا في حقك.
3. لا تحكم على الآخرين بناءً على أخطائهم.
4. تذكر أن الجميع يستحق فرصة ثانية.
5. كن لطيفًا ومتعاطفًا مع الآخرين.
قصص عن التسامح
هناك العديد من القصص عن التسامح، ومنها:
قصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما غزا مكة، ودخل هو وأصحابه إلى المدينة منصورين، وعفا عن أهل مكة الذين كانوا قد حاربوه وقتلوه أصحابه.
قصة نيلسون مانديلا، الذي قضى 27 عامًا في السجن بسبب نضاله ضد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وبعد أن خرج من السجن أصبح رئيسًا للبلاد وعفا عن السجانين الذين عاملوه معاملة سيئة.
قصة والد الفتاة التي قتلت في حادث سيارة، عندما عفا عن السائق الذي تسبب في الحادث، وقال له: “لا أريدك أن تعيش في سجن مليء بالكراهية مثلي”.
التسامح في الحياة اليومية
يمكن ممارسة التسامح في الحياة اليومية من خلال التعامل مع الآخرين برحمة ولطف، حتى لو كانوا قد أساءوا إلينا، وعدم الرد على الإساءة بالإساءة، ومحاولة فهم الآخرين والتسامح معهم مهما كانت أخطاؤهم.
خاتمة
التسامح قيمة أخلاقية عظيمة حث عليها الإسلام، والتسامح يجعل المجتمع أكثر تماسكًا ووحدة، ويخلق روح المحبة والتعاون بين الناس، ويحمي المجتمع من الآثار السلبية التي تترتب على الصراع والنزاع، ويساعد على تحقيق السلام والوئام بين الناس، ويمكن ممارسة التسامح في الحياة اليومية من خلال التعامل مع الآخرين برحمة ولطف، وعدم الرد على الإساءة بالإساءة، ومحاولة فهم الآخرين والتسامح معهم مهما كانت أخطاؤهم.