إذا أكرمت الكريم مَلَكته، وإذا أكرمت اللئيم تمردا.
ذات يوم كنت أسير في إحدى الشوارع المزدحمة في المدينة، عندما رأيت رجلاً فقيرًا جالسًا على جانب الطريق، يبدو عليه الإعياء والجوع، كان يرتدي ملابسًا رثة وحذاءً مهترئًا، حملق في المارة وهو يمد يده طالبًا الصدقة.
وقفت أمامه وتفحصته عن كثب، رأيت في عينيه نظرة متوسلة وبائسة، كانت عيناه غائرتين وجلده شاحبًا، بدا وكأنه لم يأكل منذ أيام، فقررت أن أساعده وأعطيته بعض النقود.
ابتسم الرجل الفقير ابتسامة عريضة وقال: “بارك الله فيك يا ابني، لقد أنقذت حياتي اليوم، كنت جائعًا جدًا وضعيفًا ولم يكن لدي ما آكله”.
شعرت بالسعادة لأنني تمكنت من مساعدة هذا الرجل، ومنحه بعض الأمل في يومه الصعب، فقررت أن أشتري له بعض الطعام والماء، وأخذته إلى مطعم قريب حيث تناول وجبة دسمة وشرب الماء حتى ارتوى.
بعد أن انتهى من تناول الطعام والشراب، شكرني الرجل الفقير مرة أخرى وقال: “لا أعرف كيف أشكرك بما يكفي، لقد منحتني حياة جديدة اليوم”.
قلت له: “لا داعي للشكر، إنه واجبي كإنسان أن أساعد المحتاجين”، ثم تركته وغادرت المطعم.
في اليوم التالي، كنت أسير في نفس الشارع مرة أخرى، عندما رأيت الرجل الفقير جالسًا في نفس المكان، ولكن هذه المرة كان يرتدي ملابس جديدة وحذاءً أنيقًا، كان يبدو بصحة جيدة وسعيدًا.
ذهبت إليه وسألته: “ماذا حدث لك؟ تبدو بصحة جيدة جدًا اليوم”.
أجاب الرجل الفقير: “لقد غيرت حياتي بمساعدتك لي بالأمس، لقد اشتريت بعض الملابس الجديدة والحذاء، واستطعت الحصول على وظيفة في أحد المطاعم القريبة، أنا ممتن جدًا لما فعلته من أجلي”.
شعرت بالسعادة لأنني تمكنت من مساعدة هذا الرجل مرة أخرى، ومنحه فرصة ثانية في الحياة، فقلت له: “أنا سعيد جدًا لسماع ذلك، أتمنى لك التوفيق في وظيفتك الجديدة”.
شكرني الرجل الفقير مرة أخرى، ثم انطلق للعمل.
الإكرام واللؤم
الإكرام يعني إعطاء الشيء للغير دون مقابل، وهو من صفات الكرم والجود، أما اللؤم فهو بخل الشيء على الغير، وهو من صفات البخل والحرص.
إذا أكرمت الكريم ملكته، أي إذا أعطيت الكريم شيئًا فإنه سيشعر بالامتنان والشكر، وسيحافظ على كرامته ولن يتطاول عليك.
أما إذا أكرمت اللئيم تمرد، أي إذا أعطيت اللئيم شيئًا فإنه سيشعر بالغرور والكبرياء، وسيطالبك بالمزيد حتى لو لم يكن محتاجًا إليه.
الإكرام في الإسلام
الإكرام من الأخلاق الحميدة التي حث عليها الإسلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أكرموا ضيفكم ثلاثة أيام، فإن زاد فهو صدقة”.
وورد في القرآن الكريم: “وقل لعبادي الذين آمنوا يأتوا بالتي هي أحسن إن الشيطان ينزع بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوًا مبينًا”.
فالإسلام يحث على إكرام الناس، سواء كانوا مسلمين أم غير مسلمين، ويعتبر إكرام الآخرين من أشرف الأعمال وأفضلها.
اللؤم في الإسلام
اللؤم من الأخلاق السيئة التي نهى عنها الإسلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “البخيل بعيد من الله، بعيد من الناس، بعيد من الجنة، قريب من النار”.
وورد في القرآن الكريم: “وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله”.
فالإسلام ينهى عن اللؤم والبخل، ويعتبره من أسوأ الأخلاق وأقبحها.
الإكرام والتكريم في اللغة العربية
الكرم هو صفة من صفات الإنسان الكريم، والكريم هو الشخص الذي يعطي الكثير ويجزل العطاء.
والتكريم هو إعطاء الشخص شيئًا أو منحه مرتبة عالية تقديرًا له.
وتُستخدم كلمة “أكرم” في اللغة العربية للدلالة على إكرام الشخص وإعطائه ما يستحق من تقدير واحترام.
اللؤم والتكريم في اللغة العربية
اللؤم هو صفة من صفات الإنسان اللئيم، واللئيم هو الشخص الذي يبخل بالشيء على الغير.
والتكريم هو إعطاء الشخص شيئًا أو منحه مرتبة عالية تقديرًا له.
وتُستخدم كلمة “أكرم” في اللغة العربية للدلالة على إكرام الشخص وإعطائه ما يستحق من تقدير واحترام.
وه thus is the text that you’ve requested