ما هي أهمية بر الوالدين؟
إن بر الوالدين من أهم الفرائض والواجبات التي حث عليها الدين الإسلامي، وهي من الأعمال الصالحة التي تقرّب العبد من ربه وتكسب رضا خالقه. ففي الحديث الشريف عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بر الوالدين من أفضل الأعمال” رواه أحمد.
وإن بر الوالدين سبب في عظيم الثواب، وعلو الدرجات عند الله عز وجل، فقد أخبر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز فقال: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا” [الإسراء:23]، فجعل بر الوالدين مقترنًا بعبادته سبحانه وتعالى.
وقد رغب الإسلام في بر الوالدين وأمر به، وجعله من الأعمال التي يصل بها العبد إلى درجة الشهداء، ففي الحديث الشريف عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من مات وعليه حق لوالديه لم يشم رائحة الجنة” رواه الطبراني وصححه الألباني.
كيف نبر والدينا؟
إن بر الوالدين لا يقتصر على تقديم الرعاية المادية فقط، بل يتعدى ذلك إلى الأمور المعنوية والتربوية، ومن أبرز طرق وأشكال بر الوالدين ما يلي:
1- الإحسان إليهما: من واجبات بر الوالدين الإحسان إليهما في القول والفعل، والرفق بهما، وتلبية احتياجاتهما، وخدمتهما، والنظر إليهما بنظرة رضا ومحبة وامتنان.
2- طاعتهما: من واجبات بر الوالدين طاعتهما في المعروف، وتنفيذ أوامرهما ونواهيهما، بشرط ألا تكون هذه الأوامر مخالفة لشرع الله عز وجل.
3- الدعاء لهما: من واجبات بر الوالدين الدعاء لهما بالهداية والرحمة والمغفرة، في حال حياتهما وبعد وفاتهما، بالإضافة إلى الاستغفار لهما.
ما هي حدود بر الوالدين؟
إن حدود بر الوالدين واسعة وشاملة، ولكنها لا تصل إلى حد ارتكاب المعاصي أو الإخلال بالواجبات الشرعية، ومن أهم حدود بر الوالدين ما يلي:
1- عدم الإساءة إليهما: إن بر الوالدين لا يعني إطاعتهما في كل شيء، بل لا يجوز بر الوالدين إذا أمرك بفعل محرم أو ترك واجب.
2- عدم قطيعة الرحم: لا يجوز شرعًا قطع صلة الرحم مع الوالدين لأي سبب كان، حتى ولو كانا مشركين أو ظالمين، إلا إذا كانا يمنعانك من عبادة الله عز وجل.
3- عدم التقصير في حقهما: من واجبات بر الوالدين عدم التقصير في حقهما، وعدم إهمالهما، وتقديم الرعاية اللازمة لهما في حال المرض والشيخوخة.
ما هي فضائل بر الوالدين؟
إن بر الوالدين من الأمور التي تعود على العبد بالعديد من الفضائل والمنافع الدنيوية والأخروية، ومن أبرز هذه الفضائل ما يلي:
1- رضا الله عز وجل: إن بر الوالدين سبب في رضا الله عز وجل، والتقرب منه، ونيل محبته ورحمته.
2- طول العمر والبركة في الرزق: من فضائل بر الوالدين طول العمر وكثرة البركة في الرزق.
3- دخول الجنة: إن بر الوالدين سبب في دخول الجنة، ففي الحديث الشريف عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بر الوالدين، وحسن الخلق، وجهاد في سبيل الله، هي الجنة” رواه الطبراني وصححه الألباني.
ما هي عقوبة عقوق الوالدين؟
إن عقوق الوالدين من كبائر الذنوب والمعاصي التي نهى الله عز وجل عنها، وشدد في تحريمها، وحذر من عقوبتها الشديدة، ومن عقوبة عقوق الوالدين ما يلي:
1- سخط الله عز وجل: إن عقوق الوالدين سبب لسخط الله عز وجل، وبُعده عن العبد.
2- الحرمان من البركة في الرزق: إن عقوق الوالدين سبب لحصول الضيق في الرزق، وقلة البركة فيه.
3- دخول النار: إن عقوق الوالدين من الذنوب التي توجب دخول النار، ففي الحديث الشريف عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وعاق والديه، والديوث” رواه أبو داود وصححه الألباني.
ما هي طرق تقوية صلة بر الوالدين؟
إن تقوية صلة بر الوالدين من الأمور المهمة التي يجب على كل مسلم الاهتمام بها، ومن أهم طرق تقوية صلة بر الوالدين ما يلي:
1- الإكثار من الدعاء لهما: من أهم طرق تقوية صلة بر الوالدين الإكثار من الدعاء لهما بالهداية والرحمة والمغفرة، في حال حياتهما وبعد وفاتهما، بالإضافة إلى الاستغفار لهما.
2- زيارتهما باستمرار: يجب على المسلم زيارة والديه باستمرار، والاطمئنان عليهما، وتلبية احتياجاتهما.
3- معاملتهما باللطف والرفق: إن معاملة الوالدين باللطف والرفق من أهم عوامل تقوية صلة بر الوالدين، وذلك من خلال تقديم الهدايا لهما، وتلبية طلباتهما، وتجنب الإساءة إليهما بالقول أو الفعل.
إن بر الوالدين من الأمور العظيمة والمهمة التي يجب على كل مسلم الاهتمام بها، فهي من أهم الفرائض والواجبات التي حث عليها الدين الإسلامي، وهي سبب في عظيم الثواب، وعلو الدرجات عند الله عز وجل. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو أحد أركان الإسلام الخمسة ومن أهم الواجبات على المسلمين، ويقول تعالى “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ”
،فالأمر بالمعروف يأتي من أجل إصلاح المجتمع وتقويمه والعناية به، وجعله مجتمعًا صالحًا، حيث ي أمر به لدفع المفاسد والشرور من المجتمع, وتحصين المجتمع من الانحرافات الخلقية والدينية وغيرها، والحفاظ على القيم والمبادئ والأخلاق الحميدة.