استودعتك الله يا مسافر
عبارة “استودعتك الله يا مسافر” هي عبارة شائعة في اللغة العربية تُقال للمسافر عند وداعه. إنها تعبر عن الأمنيات الطيبة للمسافر بدعاء الله تعالى أن يحفظه ويسلمه في رحلته. هذه العبارة هي طريقة لطلب حماية الله للمسافر وتأكيد الثقة في قدرته على حمايته.
دلالة العبارة
إن عبارة “استودعتك الله يا مسافر” تحمل في طياتها الكثير من المعاني والدلالات، منها:
- التسليم بقضاء الله وقدره، فالمسافر يضع ثقته في الله تعالى ويستودعه أمره، مؤمنًا بأن الله هو الحافظ والوكيل.
- التعبير عن الحب والاهتمام بالمسافر، فهو بمثابة أمانة نضعها في يد الله تعالى.
- الدعاء للمسافر بأن يحفظه الله من كل مكروه.
فضل العبارة
لقد ورد في السنة النبوية فضل كبير لعبارة “استودعتك الله يا مسافر”، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ المُسَافِرِ: «أُسْتَوْدِعُكَ اللهَ الَّذِي لاَ تَضِيعُ وَدَائِعُهُ»، يقول الله عز وجل: «أنا خَير مستودع، وأنا ضامنٌ على كل ضيعة». وما من عبد مسلم يستودع الله عبداً مسلماً إلا أدّاه إلى الذي استودعه” (رواه الترمذي).
أحكام ودع المسافر
وردت في الشريعة الإسلامية أحكام وآداب لوداع المسافر، منها:
- يُسن للمسافر أن يودع أهله وأقاربه، وأن يستودعهم الله تعالى.
- يُستحب للمسافر أن يصلي ركعتين لله تعالى قبل سفره، ويدعو الله أن يتم له سفره ويحفظه فيه.
- يُستحب للمودعين أن يشيّعوا المسافر دعاءً له بالسلامة والتيسير.
أهمية الدعاء للمسافر
إن الدعاء للمسافر من الأمور المهمة في الإسلام، فهو بمثابة حرز يحفظه الله تعالى به ويصرفه عن كل شر. ولقد وردت في السنة المطهرة أحاديث كثيرة تحث على الدعاء للمسافر، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: “كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَافَرَ قَالَ: «أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينِي وَأَمَانَتِي وَخَوَاتِيمَ عَمَلِي»” (رواه أبو داود).
فضل حفظ عبارة “استودعتك الله يا مسافر”
إن حفظ عبارة “استودعتك الله يا مسافر” والحرص على ترديدها عند وداع المسافر من الأمور المستحبة، لما ورد في فضلها من الأحاديث النبوية الكريمة، كما أنها تعبّر عن تعظيم المسلم لقدر الله تعالى وتوكله عليه، وتذكره الدائم بأن الله هو الحافظ والوكيل.
إن عبارة “استودعتك الله يا مسافر” هي عبارة مباركة يرددها المسلمون عند وداع المسافر، وهي تعبر عن الدعاء له بالسلامة والحفظ في سفره، والتسليم بقضاء الله وقدره. ولقد ورد في السنة النبوية فضل كبير لهذه العبارة، كما وردت أحكام وآداب لودع المسافر، وأُمر المسلمون بالدعاء له بالسلامة والتيسير. فنسأل الله تعالى أن يحفظ جميع المسافرين ويردهم إلى أهلهم سالمين غانمين.