انس بن مالك
هو الصحابي الجليل، وأحد أعلام التابعين، ومن أكابر رواة الحديث النبوي الشريف، ومن أكثر الصحابة الصحابة روايةً للأحاديث النبوية، عُرف بكثرة بكائه حتى سمي بـ”باكي رسول الله”، ولقب بـ”أبو حمزة”، و”أبو عمران”، و”أبو مالك”.
نشأته وحياته:
ولد “أنس بن مالك” في المدينة المنورة عام 612م، وعاش يتيمًا، فكفله “أبو طلحة الأنصاري”، وتزوج “أم سليم” رضي الله عنها. وكان “أنس” صغيرًا عندما أسلم ولم يشهد غزوة بدر، وشهد غزوة أحد وما بعدها من الغزوات.
وقد لازم “أنس بن مالك” رسول الله صلى الله عليه وسلم لمدة عشر سنوات، فكان خادمه وكاتبه، وروى عنه أكثر من مائتي حديث، وكان من أكثر الصحابة معرفةً بسنة النبي وأحاديثه.
ظل “أنس بن مالك” مقيمًا في البصرة، واشتهر بالعلم والتقوى، حتى وفاته عام 712م عن عمر يناهز مائة عام.
فضائله ومناقبه:
كان “أنس بن مالك” من أفضل الصحابة وأكثرهم فضلاً، حتى قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: “خدمتني “أنس” عشر سنين، ما رأيت منه إلا خيرًا”، وكان معروفًا بحبه الشديد للرسول صلى الله عليه وسلم وحرصه على اتباع سنته.
كان “أنس بن مالك” كريمًا سخيًا، وورعًا زاهدًا في الدنيا، وكان يُعرف بحسن خلقه وعظيم تواضعه، وقد قال عنه الإمام “أحمد بن حنبل”: “ما روى أحد عن رسول الله أكثر من “أنس بن مالك”.
كان “أنس بن مالك” من السابقين إلى الإسلام، ومن المهاجرين الذين هاجروا إلى المدينة المنورة، وكان من أهل بيعة الرضوان، وقد شهد فتح مكة وحنين والطائف وغيرها من الغزوات.
أحاديث رواها عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
روى “أنس بن مالك” الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، منها ما يتعلق بأخلاق الرسول وصفاته، ومنها ما يتعلق بأحكام العبادات والمعاملات، ومن أشهر الأحاديث التي رواها “أنس بن مالك”:
1- “من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه”.
2- “إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت”.
3- “من توضأ فأحسن الوضوء، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غفر له ما تقدم من ذنبه”.
{|}
مكانته العلمية والفقهية:
{|}
كان “أنس بن مالك” من كبار فقهاء الصحابة والتابعين، وكان مرجعًا في الحديث والسنة، وروى عنه عدد كبير من التابعين، ومن أشهر تلاميذه “الحسن البصري” و”محمد بن سيرين” و”يحيى بن أبي كثير”.
اشتهر “أنس بن مالك” بكثرة فتاويه وأقضيته، وكان يُستفتى في المسائل الفقهية، وكان معروفًا بحدة ذهنه وسرعة بديهته.
كانت حلقة “أنس بن مالك” في البصرة منارة للعلم والحديث، وكان الناس يتوافدون عليه من كل حدب وصوب للاستماع إلى أحاديثه وفتاواه.
دوره في نشر الإسلام:
كان “أنس بن مالك” من دعاة الإسلام المخلصين، وكان له دور كبير في نشر تعاليم الإسلام في البصرة وغيرها من الأمصار الإسلامية.
كان “أنس بن مالك” يُعرف بحبه الشديد للرسول صلى الله عليه وسلم وحرصه على اتباع سنته، وكان دائمًا يحكي للناس عن أخلاق الرسول وصفاته وعن سيرته العطرة.
{|}
كان “أنس بن مالك” سببًا في إسلام الكثير من الناس، ومن أشهر من أسلم على يديه “سلمان الفارسي” و”أبو موسى الأشعري”.
وفاته:
{|}
توفي “أنس بن مالك” في البصرة عام 712م عن عمر يناهز مائة عام، ودفن في مقبرة “الحسن البصري”.
كان “أنس بن مالك” من أعلام الصحابة والتابعين، ومن أكثر رواة الحديث النبوي الشريف، واشتهر بحبه الشديد للرسول صلى الله عليه وسلم وحرصه على اتباع سنته، وظل مقيمًا في البصرة حتى وفاته.
ترك “أنس بن مالك” إرثًا غنيًا من الأحاديث النبوية والأقوال المأثورة، وظلت سيرته العطرة ومناقبه الكثيرة مصدر إلهام وعظة للمسلمين على مر العصور.
{|}