أشراقة الصباح الدينية
مقدمة
مع بزوغ فجر كل صباح، تُشرق على قلوب المؤمنين أشعة إيمانية ساطعة، تشع بنور المعرفة والإيمان. ومن خلال رحلتنا مع هذه الأشعة، نتوغل في أعماق العقيدة الإسلامية السمحاء، نستلهم منها الدروس والعبر، ونستضيء بأنوارها في دروب حياتنا.
الإيمان بالله تعالى
هو أساس الدين الإسلامي، ويقوم على الاعتقاد الجازم بوجود الله سبحانه وتعالى، خالق السماوات والأرض، مدبر الكون. ومن صفات الله العلي العظيم: الألوهية، الربوبية، الأسماء الحسنى، والوحدانية.
ويترتب على الإيمان بالله تعالى طاعة أوامره، واجتناب نواهيه، والتوكل عليه في كل أمور الحياة. كما يغرس في النفوس معاني الإخلاص والتقوى، ويحث على العمل الصالح والعبادات.
إن الإيمان بالله تعالى هو البوصلة التي توجه الإنسان في حياته، وتلهمه الصبر والرضا، وتمنحه القوة لمواجهة التحديات.
الإيمان بالرسل والأنبياء
أرسل الله تعالى رسلاً وأنبياء إلى البشر لإبلاغهم رسالته ودعوتهم إلى الإيمان به. ومن أبرز الرسل والأنبياء: محمد، وموسى، وعيسى، وإبراهيم، ونوح عليهم السلام.
وقد جاءت الرسالات السماوية متكاملة ومتممة لبعضها البعض، وختمها الله برسالة الإسلام الخاتمة على لسان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. ويجب على المؤمن الإيمان بجميع الرسل والأنبياء وتصديقهم، واتباع تعاليمهم.
إن الإيمان بالرسل والأنبياء يجدد فينا روح الإيمان بالله تعالى، ويزيدنا يقيناً برسالتنا في الحياة ومسؤوليتنا تجاه دعوة الناس إلى الحق.
{|}
الإيمان بالكتب السماوية
أنزل الله تعالى كتباً سماوية على رسله و أنبيائه لتبيان تعاليمه وإرشاد البشر إلى الصراط المستقيم. ومن أبرز الكتب السماوية: القرآن الكريم، والإنجيل، والتوراة، والزبور عليهم السلام.
{|}
وقد حفظ الله تعالى القرآن الكريم من التحريف والتبديل، وجعله مرجعاً أساسياً للإسلام. ويجب على المؤمن الإيمان بكل الكتب السماوية وتصديقها، والعمل بما جاء فيها.
إن الإيمان بالكتب السماوية يزودنا بالهداية والتنوير، ويساعدنا على فهم إرادة الله تعالى وسننه في الكون.
{|}
الإيمان بالملائكة
{|}
خلق الله تعالى الملائكة من نور، وهم عباد مكرمون مطيعون لأوامره. ومن أبرز الملائكة: جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، وعزرائيل عليهم السلام.
وتقوم الملائكة بمهام مختلفة، منها: الوحي إلى الرسل والأنبياء، وتدبير أمور الكون، وحفظ العباد. ويجب على المؤمن الإيمان بالملائكة وتصديقهم.
إن الإيمان بالملائكة يرسخ في نفوسنا يقيناً بأن الله تعالى يحيط بنا، وأن هناك قوى غيبية تعمل لصالحنا.
الإيمان باليوم الآخر
{|}
هو الاعتقاد الجازم بأن هناك حياة بعد الموت، وأن الله تعالى سيحاسب الناس على أعمالهم في الدنيا. ومن أحداث اليوم الآخر: البعث، والحساب، والجنة، والنار.
وقد حذرنا الله تعالى من عذاب النار، وبشرنا بنعيم الجنة. ويدفعنا الإيمان باليوم الآخر إلى العمل الصالح والتقوى، ويجعلنا نخشى الله تعالى.
إن الإيمان باليوم الآخر يمنحنا الأمل والرجاء، ويحملنا على الاجتهاد في هذه الحياة الدنيا لفوز السعادة الأبدية.
الإيمان بالقدر خيره وشره
هو الاعتقاد بأن الله تعالى هو خالق كل شيء، وأنه يعلم كل ما كان وما سيكون. ويشمل القدر الخير والشر، الحلو والمر، السعادة والشقاء.
ومن صفات القدر: أنه مكتوب، وأنه نافذ، وأنه لا يجوز الاعتراض عليه. ويجب على المؤمن الإيمان بالقدر خيره وشره، والرضى بما قسمه الله تعالى.
إن الإيمان بالقدر يريح النفوس، ويزيل عنها الحزن والضيق، ويجعلنا نتوكل على الله تعالى في كل أمورنا.
الإيمان بالقضاء والقدر
هو الاعتقاد بأن الله تعالى هو الذي قضى وقدر كل شيء قبل خلقه. وأن ما يصيب الإنسان من خير أو شر فهو بقضاء الله تعالى وقدره.
ومن صفات القضاء والقدر: أنه حكيم، وأنه عادل، وأنه لا يجوز الاعتراض عليه. ويجب على المؤمن الإيمان بالقضاء والقدر وتسليمه بقضاء الله تعالى وقدره.
إن الإيمان بالقضاء والقدر يربي في نفوسنا روح الصبر والقناعة، ويزيدنا توكلاً على الله تعالى ورضى بقضائه وقدره.
خاتمة
إن أشراقة الصباح الدينية هي بريق إيمان ينير دروب حياتنا، وتأسيس روحي يثبتنا في وجه العواصف والفتن. ومن خلال هذه الأشعة الساطعة، نستلهم القيم والمبادئ التي تحكم حياتنا، ونسير على النهج القويم الذي رسمه الله تعالى لعباده المؤمنين.