اضحى مبارك
تُعتبرُ مناسبةُ عيد الأضحى المبارك من أهم المناسبات الدينية وأكثرها قدسيّة عند المسلمين، فهذه المناسبة الجليلة تحمل في طيّاتها الكثير من المعاني والدلالات السامية، والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ولقد اقترنت هذه المناسبة بأداء نسك الحج إلى بيت الله الحرام، بالإضافة إلى شعائر أخرى كذبح الأضاحي وتكبير شعائر الله -عز وجل-.
الحج إلى بيت الله الحرام
يُعدُّ الحج إلى بيت الله الحرام ركنًا أساسيًا من أركان الإسلام الخمسة، وقد أمر الله المسلمين القادرين على أدائه أن يؤدوه مرةً واحدةً في العمر، وقد ورد في القرآن الكريم “وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا”، وفيه العديد من الفضائل والمنافع الدنيوية والأخروية.
تبدأ مناسك الحج في الثامن من شهر ذي الحجة، ويتم أداءها على مدى خمسة أيام، حيث يقف الحجاج على صعيد عرفة، ويوم النحر يقومون برمي الجمرات وذبح الأضاحي والحلق أو التقصير.
التكبير في عيد الأضحى
من أهم شعائر عيد الأضحى المبارك هو تكبير شعائر الله، فيبدأ المسلمون بتكبير الله -عز وجل- بعد صلاة فجر يوم عرفة، ويستمرون بالتكبير حتى غروب شمس آخر أيام التشريق؛ وهي الأيام الثلاثة التي تلي يوم النحر.
وقد حدّد الشارع الحكيم أوقاتًا وأمكنةً معيّنةً لتكبير العيد، ففي الحج يُسنّ التكبير من بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، ويُستحبّ التكبير في المزدلفة وفي منى وفي المسجد الحرام وعند رمي الجمرات، أمّا في غير الحج فيُستحبّ التكبير في المساجد والبيوت والطرقات والأسواق.
ذبح الأضاحي في عيد الأضحى
تُعدّ الأضاحي من أهم شعائر عيد الأضحى المبارك، ويُسنّ ذبحها بعد صلاة عيد الأضحى، ويجوز ذبحها من بعد طلوع شمس يوم النحر إلى غروب شمس آخر أيام التشريق. ويوزّع لحم الأضحية على الفقراء والمحتاجين والأقارب والأصدقاء.
والأضحية تكون من الإبل أو البقر أو الغنم، ويُشترط في الأضحية أن تكون سليمةً وخاليةً من العيوب، وأن تكون قد بلغت السن المحدّدة شرعًا.
سنة الاستحباب في عيد الأضحى
هناك العديد من السُنن المستحبة التي يؤديها المسلمون في عيد الأضحى المبارك، ومنها الغسل والتطيب ولبس الملابس الجديدة والتكبير والتهنئة، كما يُستحب زيارة الأرحام والإكثار من ذكر الله -عز وجل-.
ويُعتبر يوم عرفة من أفضل أيام السنة، وفيه تتنزل الرحمات وتُغفر الذنوب، ويستحب صومه والإكثار من الدعاء لله -عز وجل-.
عيد الأضحى المبارك: عيد التضحية والفداء
يرمزُ عيد الأضحى المبارك إلى التضحية والفداء، فقد ضحّى سيدنا إبراهيم -عليه السلام- بابنه إسماعيل -عليه السلام- في سبيل إرضاء الله -عز وجل-، ففداه الله بكبش عظيم.
ويُعدّ العيد مناسبةً عظيمةً لتعزيز أواصر المحبة والتراحم والألفة بين المسلمين، حيثُ يتبادلون الزيارات والتهاني ويسألون عن أحوال بعضهم البعض.
إنّ عيد الأضحى المبارك من أعظم المناسبات الدينية، والتي تحمل في طيّاتها الكثير من المعاني والدلالات العميقة، فهو عيد الحج والتكبير وذبح الأضاحي وفعل الخيرات، وتذكيرٌ لقصة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- وامتحانه العظيم، كما أن فيه تجديدٌ للميثاق مع الله -عز وجل-، واعترافٌ بنعمه العظيمة، وطلبٌ لعفوه ومغفرته.