مقدمة
سورة “قل هو الله أحد” هي من أعظم سور القرآن الكريم وأشهرها، وهي من السور المكية القصيرة حيث نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وتتكون من أربع آيات فقط، ولكنها رغم قصرها إلا أنها احتوت على حقائق إيمانية عظيمة وركائز أساسية من العقيدة الإسلامية، كما أنها من أكثر السور التي يكثر المسلمون من ترديدها وقراءتها.
الإعراب
(قل):
فعل أمر.
فاعله ضمير مستتر تقديره: أنت.
(هو الله):
هو: ضمير الفصل مبتدأ.
الله: خبر المبتدأ.
(أحد):
صفة لله تعالى.
(الصمد):
صفة لله تعالى.
(لم يلد):
فعل ماضٍ.
فاعله ضمير مستتر تقديره: هو.
(ولم يولد):
فعل ماضٍ.
فاعله ضمير مستتر تقديره: هو.
(ولم يكن له كفواً أحد):
فعل ماضٍ ناقص.
اسمها ضمير مستتر تقديره: هو.
خبره مركب من: (له): ضمير متصل في محل رفع اسم (كفواً)، و(كفواً): اسم منصوب، و(أحد): اسم مجرور بحرف الجر (ل).
توحيد الربوبية
تؤكد السورة على توحيد الربوبية، أي إفراد الله تعالى بالخلق والرزق والتدبير والتكوين والتسخير، فالله وحده هو الخالق لكل شيء في الكون، وهو الذي يرزقه ويحفظه ويدبره وينظمه، لا شريك له في ذلك ولا مثيل.
يقول الله تعالى: (قل هو الله أحد)، أي قل يا محمد: إن الله واحدٌ لا شريك له في ربوبيته وألوهيته، وهو الخالق لكل شيء، وهو المدبر له، وهو الرازق له، وهو المتصرف فيه.
ويقول تعالى: (لم يلد ولم يولد)، أي أنه لم يلد ولداً، ولا وُلد من أحد، فهو وحده الأحد الصمد، الذي لم يسبقه شيء، ولم يتلوه شيء.
توحيد الألوهية
{|}
تؤكد السورة على توحيد الألوهية، أي إفراد الله تعالى بالعبادة، فالله وحده هو المستحق للعبادة دون سواه، ولا يجوز صرف أي نوع من أنواع العبادة لغيره، لا من دعاء ولا استغاثة ولا نذر ولا ذبح ولا غير ذلك.
يقول الله تعالى: (قل هو الله أحد)، أي قل يا محمد: إن الله واحدٌ لا شريك له في عبادته، وهو وحده المستحق للعبادة دون سواه، فلا تعبدوا غيره، ولا تصرفوا إليه شيئاً من أنواع العبادة.
ويقول تعالى: (الصمد)، أي هو وحده الذي يصمد إليه الخلق في حوائجهم، ويتوكلون عليه في أمورهم، ويرجون فضله، ويستغيثون به في كربهم، ولا يصمدون إلى غيره.
توحيد الأسماء والصفات
تؤكد السورة على توحيد الأسماء والصفات، أي أن الله تعالى له أسماء وصفات خاصة به وحده، لا يشركه فيها أحد، وأنه متصف بها على وجه الكمال، لا نقص فيه ولا عيب.
يقول الله تعالى: (الله)، وهو أعظم وأشرف الأسماء الحسنى، وهو الاسم الجامع لجميع معاني الكمال والجمال والجلال، ولا يوصف به غيره تعالى.
ويقول تعالى: (أحد)، أي واحدٌ لا شريك له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، وهو واحد في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.
ويقول تعالى: (الصمد)، أي الذي يصمد إليه الخلق في حوائجهم، وهو الذي لا يحتاج إلى أحد، وهو الغني عن العالمين.
نفي التعدد
{|}
تنفي السورة التعدد في ذاته تعالى وصفاته وأفعاله، فلا يمكن أن يكون هناك أكثر من إله واحد، ولا يمكن أن يكون له شريك في أي من صفاته وأفعاله.
{|}
يقول الله تعالى: (قل هو الله أحد)، أي قل يا محمد: إن الله واحدٌ لا شريك له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، فلا تتوهموا أنه أكثر من واحد.
ويقول تعالى: (لم يلد ولم يولد)، أي أنه واحدٌ لا شريك له في ذاته، ولم يلد ولداً، ولا وُلد من أحد، فهو وحده الأحد الصمد.
ويقول تعالى: (ولم يكن له كفواً أحد)، أي أنه واحدٌ لا شريك له في صفاته وأفعاله، فلا يوجد في الكون من يشبهه أو يعادله في صفاته أو أفعاله.
نفي التشبيه
تنفي السورة التشبيه، أي نفي مشابهة الله تعالى لخلقه في ذاته وصفاته وأفعاله، فهو واحدٌ لا شريك له، متصف بالكمال المطلق، لا يشبهه شيء من خلقه.
{|}
يقول الله تعالى: (قل هو الله أحد)، أي قل يا محمد: إن الله واحدٌ لا شريك له في ذاته وصفاته وأفعاله، فلا تشبهوه بخلقه، ولا تتوهموا أنه يشبه شيئاً من مخلوقاته.
ويقول تعالى: (لم يلد ولم يولد)، أي أنه واحدٌ لا شريك له في ذاته، ولم يلد ولداً، ولا وُلد من أحد، فهو وحده الأحد الصمد.
ويقول تعالى: (ولم يكن له كفواً أحد)، أي أنه واحدٌ لا شريك له في صفاته وأفعاله، فلا يوجد في الكون من يشبهه أو يعادله في صفاته أو أفعاله.
الدعوة إلى إخلاص العبادة
تدعو السورة إلى إخلاص العبادة لله تعالى وحده، فالله وحده هو المستحق للعبادة، ولا يجوز صرف أي نوع من أنواع العبادة لغيره.
يقول الله تعالى: (قل هو الله أحد)، أي قل يا محمد: إن الله واحدٌ لا شريك له في عبادته، وهو وحده المستحق للعبادة دون سواه، فلا تعبدوا غيره، ولا تصرفوا إليه شيئاً من أنواع العبادة.
ويقول تعالى: (الصمد)، أي هو وحده الذي يصمد إليه الخلق في حوائجهم، ويتوكلون عليه في أمورهم، ويرجون فضله، ويستغيثون به في كربهم، ولا يصمدون إلى غيره.
ويقول تعالى: (ولم يكن له كفواً أحد)، أي أنه واحدٌ لا شريك له في صفاته وأفعاله، فلا يوجد في الكون من يشبهه أو يعادله في صفاته أو أفعاله، فاعبدوه وحده ولا تشركوا به شيئاً.
الخاتمة
{|}
وفي الختام، فإن سورة “قل هو الله أحد” هي سورة عظيمة الشأن، مليئة بالمعاني الجليلة، تؤكد على توحيد الله تعالى، ونفي التعدد والتشبيه، وتدعو إلى إخلاص العبادة لله وحده.
فمن حفظ هذه السورة وداوم على تلاوتها، فقد حفظ وداوم على أعظم آيات التوحيد، وحصل على أجر عظيم عند الله تعالى.