مقدمة
الجنة هي المكان الذي ينعم فيه المؤمنون بنعيم لا يضمحل وسرور لا ينتهي، وقد وعدنا الله تعالى بأن فيها منازل كثيرة، وأعلى هذه المنازل هي التي يطلق عليها “أعلى منازل الجنة”. وهذه المنازل لها خصائص وفضائل كثيرة، وفي هذا المقال سوف نتناول هذه المنازل بالتفصيل.
منزلة الفردوس
وهي أعلى منازل الجنة وأفضلها، وهي مقر النبيين والصديقين والشهداء، وهي منازل النعيم المقيم، لا ينقطع ولا يزول.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “أنتم تسمون الفردوس والجنة، والله لا يدخل أحدكم الجنة حتى يمر على الصراط، وهو دحض جهنم”، وفي حديث آخر قال: “الفردوس هو أعلى الجنة وأوسطها، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة الأربعة”.
منزلة دار السلام
وهي منازل السلام التي لا يحزن أهلها ولا يشقون، ولا يدخلها إلا من سلم قلبه من النفاق والشرك، وهي منازل ذات نعيم مقيم ورخاء لا ينقطع ولا يزول.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، وإن زنى وإن سرق”، وفي حديث آخر قال: “أفضل الشهداء عند الله رجل قال كلمة حق عند سلطان جائز”.
منزلة جنة عدن
وهي إحدى جنات النعيم المقيم، وهي منازل ذات نعيم لا ينقطع ولا يزول، وهي منازل خاصة بالمتقين الذين اتقوا الله حق تقاته.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “جنات عدن تجري من تحتها الأنهار، ليس فيها شمس ولا قمر، ولباس أهلها الحرير الديباج، وآنِيتهم الذهب والفضة، وأسرحتهم من الألوة”، وفي حديث آخر قال: “أفضل الصدقة إطعام الطعام، وقول الكلمة الطيبة”.
منزلة دار الخلد
وهي منازل ذات نعيم دائم لا ينقطع ولا يزول، وهي منازل خاصة بعباد الله المخلصين الذين أخلصوا لله أعمالهم.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “دار الخلد لمن أطاع الله ورسوله، وهي منازل ذات نعيم لا يزول ولا ينقطع”، وفي حديث آخر قال: “أفضل العبادة الإخلاص لله وحده”.
منزلة دار المقام
وهي منازل عالية في الجنة، وهي خاصة بالصابرين الذين صبروا على طاعة الله وابتغاء رضوانه.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “دار المقام لمن صبر على طاعة الله، وهي منازل ذات رفعة عالية وفضل كثير”، وفي حديث آخر قال: “أفضل الصبر الصبر على طاعة الله”.
منزلة جنة النعيم
وهي منازل ذات نعيم مقيم لا ينقطع ولا يزول، وهي خاصة بالمحسنين الذين أحسنوا إلى عباد الله.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “جنة النعيم لمن أحسن إلى عباد الله، وهي منازل ذات نعيم لا يزول ولا ينقطع”، وفي حديث آخر قال: “أفضل الإحسان إطعام الطعام وإفشاء السلام”.
منزلة جنة المأوى
وهي منازل ذات أمان ونعيم لا يخاف أهلها ولا يحزنون، وهي خاصة بالمتقين الذين اتقوا الله حق تقاته.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “جنة المأوى لمن اتقى الله حق تقاته، وهي منازل ذات أمان ونعيم لا يزول ولا ينقطع”، وفي حديث آخر قال: “أفضل التقوى تقوى الله في السر والعلن”.
خاتمة
وأخيرا فإن أعلى منازل الجنة هي منازل ذات نعيم مقيم وسرور لا ينتهي، وهي منازل خاصة بالمتقين الذين اتقوا الله حق تقاته، والصابرين الذين صبروا على طاعة الله، والمحسنين الذين أحسنوا إلى عباد الله، فنسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم منازل الجنة العالية.