أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق وذرأ وبرأ
مدخل
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. إن “أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق وذرأ وبرأ” من الأدعية النبوية المباركة التي أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي كلمات جامعة للحفظ والوقاية من كل مكروه وشر.
ويستحب للمسلم أن يكثر من الدعاء بها في كل أوقاته، وخاصة عند النوم، وعند الخروج من المنزل، وعند دخول الخلاء، وعند لقائه بشخص يخافه أو يخشى شره.
وإن تكرار هذه الكلمات والاستعاذة بها من شر الله التام هو من أفضل الأعمال التي تحفظ الإنسان من شرور الجن والإنس والشياطين والهوام والسباع وكل ما يضر بخلقه وصحته، كما أنها تبطل السحر والعين والحسد.
فضائل “أعوذ بكلمات الله التامة”
يحفظ الله بها عبده:
فقد روى الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قال حين يصبح: أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يمسي، ومن قالها حين يمسي لم يضره شيء حتى يصبح”.
تبعد عنه شرور الجن:
روى البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قرأ “أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق وذرأ وبرأ” ثلاث مرات، لم يقربه جني حتى يصبح”.
تبطل السحر:
روى ابن ماجه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قال حين يصبح: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون، لم يضره شيء حتى يمسي، ومن قالها حين يمسي لم يضره شيء حتى يصبح”.
معنى “أعوذ بكلمات الله التامة”
“أعوذ”:
هي كلمة عربية تعني الاستعاذة والالتجاء إلى الله تعالى واتخاذه عوناً وظهيراً وحامياً ومجيرًا.
“بكلمات الله”:
أي بكلام الله المنزل على أنبيائه ورسله، ولا سيما كلام الله في القرآن الكريم، فهو شفاء لما في الصدور، ورحمة للمؤمنين، وهدى ونور للعالمين، وهو قوله تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾.
“التامة”:
أي الكاملة الشاملة لكل شيء، فهي تقي المؤمن من جميع الشرور والمكاره والفتن ما ظهر منها وما بطن، ما علم منها وما لم يعلم.
كيفية الاستعاذة بكلمات الله التامة
يستحب للمسلم أن يكثر من الاستعاذة بكلمات الله التامة في كل أوقاته وأحواله، وخاصة في الأوقات التي يغلب فيها الشر والفتن، مثل دخول الخلاء، والنوم، والسفر، ودخول أماكن مظلمة أو مهجورة، أو عند لقائه بشخص يخافه أو يخشى شره.
ويستحب أن يرددها ثلاث مرات، أو سبع مرات، أو إحدى وعشرين مرة، أو مائة مرة في اليوم والليلة.
كما يستحب للمسلم أن يجمع إلى الاستعاذة بالكلمات التامة الاستعاذة بأسماء الله الحسنى، كقوله: أعوذ بالله العظيم، وأعوذ بالله السميع العليم، وأعوذ بالله القادر الجبار، وأعوذ بالله الصمد، وأعوذ بالله الواحد الأحد.
فوائد الاستعاذة بكلمات الله التامة
راحة البال وطمأنينة النفس:
فالمسلم الذي يكثر من الاستعاذة بكلمات الله التامة يشعر براحة بال وطمأنينة نفسية، لأنه يعلم أن الله تعالى هو حافظه وراعيه، وأنه لا يضره شيء بإذن الله تعالى.
دفع الشرور والمكاره:
فالكلمات التامة هي حصن حصين يحمي المسلم من كل شر وفتنة ومكروه، فهي تبطل السحر والعين والحسد، وتبعد عنه شرور الجن والشياطين والهوام والسباع، وكل ما يضر بخلقه وصحته.
نيل رضا الله وثوابه:
فالمسلم الذي يكثر من الاستعاذة بكلمات الله التامة إنما يفعل ذلك امتثالاً لأمر الله تعالى، وبالتالي فإنه ينال رضاه وثوابه، ويفوز برحمته ومغفرته.
مواقف يستحب فيها الاستعاذة بكلمات الله التامة
هناك العديد من المواقف التي يستحب فيها للمسلم الاستعاذة بكلمات الله التامة، ومن ذلك:
عند النوم:
ينبغي للمسلم أن يكثر من الاستعاذة بكلمات الله التامة عند النوم، فهو الوقت الذي يغلب فيه الشيطان ويسعى لوسوسة الإنسان وإغوائه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي حتى تختمها، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح”.
عند الخروج من المنزل:
ينبغي للمسلم أن يقول حين يخرج من منزله: “بسم الله توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق”.
عند دخول الخلاء:
ينبغي للمسلم أن يقول عند دخول الخلاء: “أعوذ بالله من الخبث والخبائث”.
خاتمة
إن الاستعاذة بكلمات الله التامة من شر ما خلق وذرأ وبرأ من الأعمال العظيمة التي تحفظ المسلم وتدفع عنه الشرور والمكاره، وهي من الأدعية النبوية التي أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فينبغي للمسلم أن يكثر من الاستعاذة بها في كل أوقاته وأحواله، وأن يتعلق بالله تعالى ويعتصم بحبله المتين.
فالله تعالى هو الحافظ، وهو القادر على دفع كل مكروه وشر، نسأله سبحانه وتعالى أن يحفظنا بحفظه وأن يجعلنا من عباد الصالحين المتقين.