افتار محمد عبده
نشأته وبداياته
ولد محمد عبده في قرية المحلة الكبرى بمحافظة الغربية بمصر عام 1849م، ونشأ في أسرة متواضعة الحال، وتلقى تعليمه الأولي في الكتاب، حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بالأزهر الشريف في القاهرة عام 1866م.
إصلاحاته في الأزهر
تولى محمد عبده منصب مفتي الديار المصرية عام 1899م، وأجرى إصلاحات جذرية في الأزهر، حيث أدخل مناهج دراسية جديدة، وأنشأ أقسامًا جديدة مثل قسم التاريخ والفلسفة، وأسس مكتبة الأزهر، وعمل على تحديث أساليب التدريس.
أفكاره الإصلاحية
كان محمد عبده من دعاة الإصلاح الديني والاجتماعي، ورأى أن الإسلام دين تقدمي يتوافق مع العقل ومنفتح على الحضارة الحديثة، ودعا إلى اجتهاد العلماء وإعادة قراءة التراث الإسلامي في ضوء العلوم العصرية.
تأسيس الجمعية الخيرية الإسلامية
أسس محمد عبده عام 1879م الجمعية الخيرية الإسلامية، التي كانت بمثابة منبر له لنشر أفكاره الإصلاحية، وكان هدفها خدمة المجتمع المصري في مجالات التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية.
منهجه الفكري
اعتمد محمد عبده في منهجه الفكري على ركيزتين أساسيتين هما: الإصلاح الديني الذي دعا إلى تجديد الفهم الإسلامي والتخلص من الخرافات والبدع، والإصلاح السياسي الذي نادى بضرورة إقامة نظام حكم عادل وديمقراطي.
أعماله ومؤلفاته
ترك محمد عبده إرثًا غنيًا من المؤلفات والمقالات، ومن أبرز أعماله: “تفسير القرآن الكريم”، و”رسالة التوحيد”، و”الرد على الدهريين”، و”الحقيقة المحمدية”، و”مجموعة مقالات ومحاضرات”.
وفاته وإرثه
توفي محمد عبده في القاهرة عام 1905م، وترك إرثًا فكريًا وإصلاحيًا كبيرًا، فقد كان أحد رواد النهضة العربية والإسلامية، وأسهم في تجديد الفكر الإسلامي وتقريب وجهات النظر بين الشرق والغرب.