افوض أمري إلى الله
يقول المسلمون “أفوض أمري إلى الله”، وهي عبارة تعبر عن التوكل على الله تعالى وتفويض الأمور إليه، واليقين بأن الله رقيب على عباده، ويعلم ما في نفوسهم وما يفعلونه.
توكل على الله
التوكل على الله هو الاعتماد عليه وحده في جميع الأمور، والثقة الكاملة بأنه هو المدبر للأمور، وأنه لا يحدث في هذا الكون شيء إلا بإرادته.
والمتوكل على الله يفعل الأسباب ولا يعوّل عليها، ويسعى في تحقيق أهدافه وآماله، لكنه يعتمد على الله في التوفيق والإنجاح.
والتوكل على الله من صفات المؤمنين، قال تعالى: “إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر” (سورة القمر).
الله بصير بالعباد
الله تعالى بصير بالعباد، يعلم ما في قلوبهم ونياتهم، ويعلم ما يفعلونه وما يقولونه، قال تعالى: “إن الله بكل شيء عليم” (سورة آل عمران).
وبصيرة الله بالعباد تجعله قادراً على الهداية والتوفيق والإعانة، قال تعالى: “ويهدي الله من يشاء إلى صراط مستقيم” (سورة النساء).
وبصيرة الله بالعباد تجعله قادراً على الحساب والجزاء، قال تعالى: “إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون” (سورة يونس).
أفوض أمري إلى الله في الرزق
يقول المسلمون “أفوض أمري إلى الله” في الرزق، وهم يوقنون بأن الله هو الرزاق، وأنه يرزق من يشاء بغير حساب.
والرزق هو كل ما ينتفع به الإنسان من مأكل ومشرب وملبس ومأوى، قال تعالى: “فضلوا الله عليهم فضلاً عظيماً” (سورة المائدة).
والتوكل على الله في الرزق لا يعني ترك العمل والكسب، بل يعني السعي في طلب الرزق مع التوكل على الله في الرزق.
أفوض أمري إلى الله في الشفاء
يقول المسلمون “أفوض أمري إلى الله” في الشفاء، وهم يوقنون بأن الله هو الشافي، وأنه يشف من يشاء بغير حساب.
{|}
والشفاء هو زوال المرض والعاهات، قال تعالى: “ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء” (سورة الجمعة).
والتوكل على الله في الشفاء لا يعني ترك العلاج والأدوية، بل يعني السعي في طلب العلاج مع التوكل على الله في الشفاء.
أفوض أمري إلى الله في الزواج
يقول المسلمون “أفوض أمري إلى الله” في الزواج، وهم يوقنون بأن الله هو الخالق المدبر، وأنه يزوج من يشاء بغير حساب.
والزواج هو عقد شرعي بين الرجل والمرأة، قال تعالى: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة” (سورة الروم).
والتوكل على الله في الزواج لا يعني ترك البحث عن الزوج أو الزوجة، بل يعني السعي في طلب الزواج مع التوكل على الله في الهداية والتوفيق.
أفوض أمري إلى الله في الأولاد
يقول المسلمون “أفوض أمري إلى الله” في الأولاد، وهم يوقنون بأن الله هو الرزاق، وأنه يرزق من يشاء الذرية بغير حساب.
{|}
والذرية هي الأبناء والبنات، قال تعالى: “وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً” (سورة الفرقان).
والتوكل على الله في الأولاد لا يعني ترك الإنجاب، بل يعني السعي في طلب الأولاد مع التوكل على الله في الرزق والهداية.
{|}
أفوض أمري إلى الله في الدنيا والآخرة
يقول المسلمون “أفوض أمري إلى الله” في الدنيا والآخرة، وهم يوقنون بأن الله هو مالك الملك، وأنه المتصرف في أمور العباد في الدنيا والآخرة.
والدنيا هي الحياة الدنيا الفانية، والآخرة هي الحياة الآخرة الباقية، قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون” (سورة آل عمران).
والتوكل على الله في الدنيا والآخرة يعني الإخلاص لله تعالى في العبادة، واتباع أوامره واجتناب نواهيه، مع اليقين بأن الله تعالى وحده هو الذي بيده الملك والتصرف في أمور الدنيا والآخرة.
خاتمة
إن عبارة “أفوض أمري إلى الله” تعبر عن جوهر العقيدة الإسلامية، التي تقوم على التوحيد والتوكل على الله، واليقين بأن الله تعالى هو المدبر للأمور، وأن بصيرته بالعباد تجعله قادراً على الهداية والتوفيق والإعانة والحساب والجزاء.
{|}
والمسلمون الذين يتوكلون على الله في جميع أمورهم، ويوقنون بأن الله بصير بالعباد، هم الذين ينالون السعادة والطمأنينة في الدنيا والآخرة.
{|}
فنسأل الله تعالى أن يرزقنا التوكل عليه، وأن يجعلنا من المتوكلين عليه في جميع أمورنا، وأن يجنبنا التوكل على غيره سبحانه.