اكفنيهم بما شئت
تعد عبارة “أكفنيهم بما شئت” من العبارات الإسلامية التي لها معنى عميق ودلالة قوية، وهي إحدى صيغ الدعاء عند مواجهة الظروف الصعبة والأوقات العصيبة، وبيان لتوكل المؤمن على الله تعالى.
الثقة في قدرة الله
إن هذه العبارة تعبر عن ثقة كاملة في قدرة الله تعالى على أن يكفي العبد ما يشاء، كما في قوله تعالى: “أليس الله بكافٍ عبده” (الزمر: 36)، فهذا الدعاء يبرز ثقة المؤمن بأن الله قادر على حل جميع مشاكله وتخليصه من همومه وأحزانه.
ويعزز هذا الدعاء من إيمان المسلم بأن الله هو الملجأ الوحيد في الشدائد، فلا يعجز سبحانه عن تلبية دعوات عباده وإصلاح أحوالهم.
كما أن الدعاء بهذه العبارة يدل على أن المسلم لا يعتمد على الأسباب المادية وحدها، بل يتوكل على الله تعالى ويطلب منه المعونة.
التفويض لله
يشير الدعاء “أكفنيهم بما شئت” إلى تفويض العبد أمره لله تعالى، حيث يسلم له الأمر ويترك له اختيار الطريقة التي يريد أن يكفيه بها، وهذا يدل على حسن ظن المسلم بربه وقناعته بأن ما يختاره له هو الأفضل.
{
|}
يؤكد هذا الدعاء على ضرورة التسليم لله تعالى وقبول قضائه وقدره، فالله تعالى يعلم ما لا يعلمه العبد، وقد يبتليه بما يكره وهو خير له في النهاية.
كما أن التفويض لله يرفع عن المسلم العبء النفسي الناتج عن القلق والتوتر، ويمنحه الشعور بالراحة والطمأنينة.
طلب المشيئة الإلهية
تتضمن عبارة “اكفنيهم بما شئت” طلبًا من العبد بأن يكفيه الله تعالى بالطريقة التي يراها مناسبة له، وهذا يعبر عن تواضع المؤمن واعترافه بأن الله تعالى هو الأعلم بما يصلح له.
لا يطلب المسلم هنا نوعًا معينًا من المساعدة، بل يترك الأمر بيد الله تعالى، لأنه يدرك أن الله أعلم بحاجاته الحقيقية.
{
|}
كما أن ترك المشيئة لله يدل على عدم اليأس أو التعلق بالدنيا، بل هو استسلام لله تعالى ورضى بقضائه.
الاستفادة من العبارة
يمكن الاستفادة من هذه العبارة في المواقف التالية:
{
|}
* عند مواجهة المشاكل والابتلاءات الكبيرة.
* عند الشعور بالحيرة وعدم القدرة على اتخاذ القرار.
* عند التعلق المفرط بالدنيا والمتاع المادي.
* عند الشعور باليأس والإحباط.
{|}
* عند الرغبة في تقوية الإيمان والتوكل على الله.
الخلاصة
{|}
إن الدعاء “أكفنيهم بما شئت” دعاء عظيم يدل على الثقة الكاملة في قدرة الله تعالى والتفويض له في تدبير الأمور، كما أنه يبرز تواضع العبد ورضاه بمشيئة الله تعالى، وهو دعاء مناسب في جميع الأوقات وخاصة عند مواجهة الصعوبات والتحديات.
وعلى المسلم أن يردد هذا الدعاء بإخلاص ويوقن بأن الله تعالى سيوفيه على قدر نيته ويقدر له الخير دائمًا.