الاستخارة وقت الدورة الشهرية
تعتبر الاستخارة من العبادات المهمة التي يلجأ إليها المسلمون عند الحيرة والتردد في اتخاذ القرارات المهمة في حياتهم، وذلك لطلب التوفيق من الله سبحانه وتعالى واختيار ما فيه الخير والبركة لهم.
وقت الاستخارة
أجمع أهل العلم على مشروعية الاستخارة في كل وقت وحين، إلا أن هناك بعض الأوقات التي يستحب فيها الاستخارة أكثر من غيرها، ومنها:
- عند الحيرة والتردد في اتخاذ القرارات المهمة.
- عندما يكون المسلم مقبلاً على أمرٍ فيه نفع وخير له.
- عندما يواجه المسلم مشكلة أو عقبة في حياته ولا يجد لها حلاً.
حكم الاستخارة وقت الدورة الشهرية
اختلف الفقهاء في حكم الاستخارة وقت الدورة الشهرية على قولين:
القول الأول:
القول الثاني:
الأدلة على جواز الاستخارة وقت الدورة الشهرية
- أن الاستخارة من العبادات التي لا تبطلها الحيض، كما هو الحال في الصلاة والصيام والحج والعمرة.
- أن المرأة في فترة الحيض لا تخرج عن دائرة الإسلام ولا تمنع من دخول المساجد أو قراءة القرآن.
- أن الاستخارة لا تحتاج إلى طهارة كاملة، وإنما يكفي فيها الوضوء أو التيمم، وهو ما يمكن للمرأة فعله في فترة الحيض.
الأدلة على كراهة الاستخارة وقت الدورة الشهرية
- أن المرأة في فترة الحيض تكون في حالة من النقص والضعف، مما قد يؤثر على صحة الاستخارة وسلامتها.
- أن الحيض ينافي العبادة، فالمرأة في هذه الفترة لا تصلي ولا تصوم ولا تطوف بالبيت الحرام.
- أن الاستخارة تتطلب صفاء الذهن وحسن الطوية، وهو ما قد لا يتوفر للمرأة في فترة الحيض.
الراجح في المسألة
الراجح في المسألة هو القول الأول القائل بجواز الاستخارة وقت الدورة الشهرية، وذلك للأدلة الواردة في هذا القول ولأنها لا تبطل العبادات الأخرى التي هي أشد منها وأعظم.
كيفية الاستخارة وقت الدورة الشهرية
تستحب الاستخارة وقت الدورة الشهرية على النحو التالي:
- أن تتطهر المرأة بالوضوء أو التيمم.
- أن تصلي ركعتين من الاستخارة.
- أن تدعو الله تعالى الدعاء الوارد في الاستخارة.
دعاء الاستخارة
اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (وتذكر الأمر الذي تستخير فيه) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه. اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به.
التفكير في الأمر المستخار فيه
بعد الانتهاء من الاستخارة، تفكر المرأة في الأمر الذي تستخير فيه وتنظر في حالها عند تفكيرها فيه، فإن وجدت نفسها تميل إليه وتجده فيه خيرًا وبركةً، فلتفعله، وإن وجدت نفسها منقبضة عنه ولا تجد فيه خيرًا، فلتتركه.
اللجوء إلى أهل العلم والخبرة
إذا لم تستطع المرأة اتخاذ القرار المناسب بعد الاستخارة، فلترجع إلى أهل العلم والخبرة وتستشيرهم في الأمر، فقد يكون عندهم من الرأي والحكمة ما يساعدها على اتخاذ القرار الصائب.