الاستغناء عن الناس
الاستغناء عن الناس صفة عظيمة يتحلى بها عباد الله الصالحين، وهي ضد التعلق بهم والاعتماد عليهم، والاستغناء هو التحرر من حاجة النفس للغير، والركون إلى الله -تعالى- في جميع الأحوال، فيسعى المسلم للاستغناء عن الناس في معاشه وماله وصحته وسعة وقته، وغير ذلك من أمور دنياه، فهو يرى أن الافتقار لله وحده هو الأصل وهو الغنى الحق، وأن الافتقار لغيره هو الفقر الحقيقي.
فوائد الاستغناء عن الناس
للانسان المسلم الكثير من الاستفادة من الاستغناء عن الناس، ومن هذه الفوائد:
- قوة الإيمان والتوكل على الله -تعالى-.
- تحقيق العزة والكرامة وعدم الذل للناس.
- الحرية والتحرر من قيود الناس واحتياجاتهم.
- الطمأنينة والبعد عن القلق والتوتر.
- سلامة القلب من الأمراض والحسد والحقد.
- سهولة تحقيق الأهداف والطموحات.
- الوصول إلى أعلى درجات الإخلاص لله -تعالى-.
طرق الاستغناء عن الناس
{|}
للاستغناء عن الناس طرق عديدة، منها:
{|}
- التوكل على الله -تعالى- والإيمان بأنه الرزاق المانح المعطي.
- الرضا بما قسمه الله -تعالى-
- الاعتماد على النفس وعدم الكسل أو الاتكالية.
- التقليل من الحاجات والزهد في متاع الدنيا.
- التعلق بالآخرة والتطلع إلى رضوان الله -تعالى-.
- قلة مجالسة الناس والاختلاط بهم.
- التحلي بالصبر والعفة والقناعة.
مراتب الاستغناء عن الناس
للإنسان المسلم درجات ومراتب في الاستغناء عن الناس، منها:
- الاستغناء عن الناس في المال.
- الاستغناء عن الناس في الجاه والسلطان.
- الاستغناء عن الناس في الحاجات والمعونة.
- الاستغناء عن الناس في الرأي والتدبير.
- الاستغناء عن الناس في الصحبة والمعاشرة.
أقوال العلماء في الاستغناء عن الناس
وردت الكثير من أقوال العلماء في فضل الاستغناء عن الناس، منها:
- قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: “الاستغناء عن الناس رأس الغنى، والتعلق بهم رأس الفقر”.
- وقال الحسن البصري -رحمه الله-: “من استغنى بالله افتقر الناس إليه، ومن افتقر إلى الناس استغنى الناس عنه”.
- وقال سفيان الثوري -رحمه الله-: “الاستغناء عن الناس راحة القلب والبدن”.
{|}
آثار الاستغناء عن الناس في حياة الفرد
للإستغناء عن الناس أثر كبير في حياة الفرد، منها:
- السلامة من الوقوع في الذل والهوان.
- الترفع عن الصغائر والدنايا.
- التحرر من قيود الحاجات ومتطلبات المعيشة.
- تحقيق الاستقرار النفسي والسكينة والطمأنينة.
- القدرة على تحقيق الذات وإنجاز المهام دون انتظار المساعدة من الآخرين.
الاستغناء عن الناس في القرآن الكريم
وردت الكثير من الآيات القرآنية التي تحث على الاستغناء عن الناس والتوكل على الله -تعالى-، منها:
- قوله -تعالى-: “وَاللَّهُ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ” (آل عمران: 97).
- قوله -تعالى-: “وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ” (الطلاق: 2-3).
- قوله -تعالى-: “فَقُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ” (الجاثية: 14).
الاستغناء عن الناس في السنة النبوية
{|}
وردت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على الاستغناء عن الناس والتوكل على الله -تعالى-، منها:
{|}
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول”.
- وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من أعفافه عن المسألة غناه الله”.
- وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لو أن ابن آدم فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه كما يدركه الموت”.
الاستنتاج
الاستغناء عن الناس هو صفة عظيمة يتحلى بها عباد الله الصالحين، وللاستغناء عن الناس طرق عديدة، منها التوكل على الله -تعالى- والإيمان بأنه الرزاق المانح المعطي، والرضا بما قسمه الله -تعالى-، والاعتماد على النفس وعدم الكسل أو الاتكالية، والتقليل من الحاجات والزهد في متاع الدنيا، والتعلق بالآخرة والتطلع إلى رضوان الله -تعالى-، وقلة مجالسة الناس والاختلاط بهم، والتحلي بالصبر والعفة والقناعة.