الاعتذار من شيم الكبار
ان الاعتذار من الشيم الكريمة والنبيلة التي يتحلى بها الكبار من الناس، واعتذار الكبير لا ينقص من قدره بل يزيده رفعة وقدرًا وصونًا لكرامته وحفظًا لماء وجهه.
ومما يدل على شرف الاعتذار ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ” من كذب علي متعمدًا، فليتبوأ مقعده من النار “، ولم يمتنع من الاعتذار لسهل بن سعد الساعدي حين قال له سهل: “والله لا حدثت أحدًا بعده أبدًا”، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” بلى، فإني قد حدثتك، فحدث عنه، ولا تكذب علي “
ويروى أن أحد الصالحين بينما هو جالس في المسجد إذ حك رجله فجرحت رجل رجل آخر، فما شعر إلا والرجل الآخر يضربه بها فكسرها، فقام الناس إليه وقالوا له: أما تستحي؟ فقال: ” إني كنت جالسًا في المسجد فضربني هذا الرجل برجله فكسرت رجلي “، فاستحى الناس منه لأنه لم يبين أنه كان هو السبب، فناداه الرجل الصالح وقال: ” يا هذا أنا الذي كسرت رجلك وأنا أستغفرك وأرجوك أن تعفوا عني”، فقام الرجل الآخر وقال: ” لولا أنك اعتذرت إلي لما عفوت عنك “، فرضي عنه وعفا عنه.
** أهمية الاعتذار في حياتنا **
يعتبر الاعتذار من فعل الأفعال المحمود، ومن خصال أهل النُبل التي تبيّن كرم أخلاقهم، وهو من الفضائل التي أمرت بها الديانات السماوية، وحثت عليها النفوس الكريمة، وتُعتبر من أساسيات التعامل السليم بين الناس.
فالاعتذار يُساعد على حل العديد من المشاكل، وهو يُبعد الشخص عن الوقوع في دائرة المُشاحنات، حيث إنه يقوم بحل الكثير من الخلافات والنزاعات بين الناس، كما أن الاعتذار يُساعد بشكل كبير على التخفيف من حدّة المواقف الصعبة التي قد تحدث في أي وقت، كما أنه يساهم في تطهير القلب من أي ضغينة أو حقد قد يخزنه صاحبه بداخله.
ومن المهم الإشارة إلى أن الاعتذار لا يعني أبدًا الاستسلام للآخرين أو الضعف، ولكنه دليل على الرقي الأخلاقي، والشهامة، وحُسن الخلق.
** فوائد الاعتذار **
– الاعتذار يقوي العلاقات ويدعمها.
– الاعتذار يزيل سوء التفاهم ويحل المشاكل.
– الاعتذار يعزز الثقة بين الناس.
– الاعتذار يقلل من التوتر والقلق.
– الاعتذار يحسن الصحة النفسية والجسدية.
– الاعتذار ينشر الحب والمودة بين الناس.
– الاعتذار يجعل الناس أكثر تسامحًا وتعاطفًا.
** أشكال الاعتذار **
هناك العديد من أشكال الاعتذار، منها:
– الاعتذار اللفظي: وهو أن يعتذر الشخص مباشرة للشخص الذي أخطأ في حقه.
– الاعتذار الكتابي: وهو أن يعتذر الشخص عن طريق رسالة مكتوبة أو بريد إلكتروني.
– الاعتذار من خلال هدية: وهو أن يقدم الشخص هدية للشخص الذي أخطأ في حقه تعبيرًا عن اعتذاره.
– الاعتذار من خلال عمل خيري: وهو أن يقوم الشخص بعمل خيري لصالح الشخص الذي أخطأ في حقه تعبيرًا عن اعتذاره.
** كيفية الاعتذار **
{
|}
هناك بعض الخطوات التي يجب اتباعها عند الاعتذار، منها:
– أن يكون الاعتذار صادقًا: الصدق في الاعتذار يعني أن تعترف بخطأك وأن تتحمل مسؤولية أفعالك.
– أن يكون الاعتذار محددًا: حدد الخطأ الذي ارتكبته ولا تحاول تبريره أو التقليل من شأنه.
– أن يكون الاعتذار شخصيًا: الاعتذار الشخصي أكثر صدقًا وتأثيرًا من الاعتذار عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني.
– أن يكون الاعتذار في الوقت المناسب: الاعتذار في الوقت المناسب يظهر أنك جاد في اعتذارك وأنك تريد إصلاح الأمور.
– أن تتجنب الأعذار: لا تحاول أن تعتذر عن خطأك عن طريق إلقاء اللوم على شخص آخر أو إيجاد الأعذار.
** متى تعتذر **
{|}
هناك بعض المواقف التي يجب عليك فيها الاعتذار، منها:
– عندما ترتكب خطأ: إذا ارتكبت خطأً، حتى لو كان صغيرًا، فعليك الاعتذار عنه.
– عندما تؤذي شخصًا ما: إذا قلت أو فعلت شيئًا يؤذي شخصًا ما، فعليك الاعتذار عنه.
– عندما تخلف وعدًا: إذا لم تف بوعدك، فعليك الاعتذار عنه.
– عندما تسيء فهم شخص ما: إذا أساءت فهم شخص ما، فعليك الاعتذار عنه.
– عندما تكون وقحًا مع شخص ما: إذا كنت وقحًا مع شخص ما، فعليك الاعتذار عنه.
** من لا يعتذر **
هناك بعض الأشخاص الذين لا يعتذرون أبدًا، وذلك لعدة أسباب، منها:
– الكبرياء: قد يمنع الكبرياء بعض الناس من الاعتذار لأنهم يعتقدون أنه سيظهرهم بمظهر الضعفاء.
– الخوف: قد يمنع الخوف بعض الناس من الاعتذار لأنهم يخشون أن يؤدي ذلك إلى المزيد من المشاكل.
– الجهل: قد لا يعتذر بعض الناس لأنهم لا يدركون أنهم ارتكبوا خطأ.
** خاتمة **
{
|}
الاعتذار من شيم الكبار، وهو من الفضائل التي أمرت بها الأديان السماوية، وحثت عليها النفوس الكريمة، ومما يدل على شرف الاعتذار ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ” من كذب علي متعمدًا، فليتبوأ مقعده من النار “، ولم يمتنع من الاعتذار لسهل بن سعد الساعدي حين قال له سهل: “والله لا حدثت أحدًا بعده أبدًا”، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” بلى، فإني قد حدثتك، فحدث عنه، ولا تكذب علي “
{
|}