إلا من ظلم
مقدمة
تعد الآية الكريمة “وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين” من الآيات العظيمة التي تحمل بين طياتها الكثير من المعاني والدروس والعبر، فهي توضح عاقبة الظلم وتبين أن الله تعالى لا يظلم أحدًا أبدًا، وإنما يحاسب الظالمين على ظلمهم.
مفهوم الظلم
الظلم هو التعدي على حقوق الآخرين والتجاوز في حقهم، سواء كان هذا التعدي ماديًا أو معنويًا، وقد يكون الظلم فرديًا أو جماعيًا، وقد يكون مقصودًا أو غير مقصود.
أنواع الظلم
هناك أنواع عديدة من الظلم، منها:
{|}
* ظلم النفس: وهو ظلم الإنسان لنفسه بتعريضها للمهالك أو الأخطار أو بحرمانها من حقوقها الأساسية.
* ظلم الغير: وهو ظلم الإنسان لأخيه أو أخته الإنسان بالتعدي على حقوقه أو الاعتداء عليه أو إلحاق الأذى به.
* ظلم المجتمع: وهو الظلم الذي يقع على المجتمع ككل، مثل الحروب والفتن والفساد والمظالم الاجتماعية.
{|}
عواقب الظلم
للظلم عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع، منها:
* غضب الله: فالله تعالى لا يرضى بالظلم ويوعد الظالمين بالعقاب الشديد في الدنيا والآخرة.
* دناءة الأخلاق: فالظلم يدمر الأخلاق ويؤدي إلى انتشار الفساد والشر في المجتمع.
{|}
* شقاوة الحياة: فالمجتمع الذي يسوده الظلم هو مجتمع شقي تعم فيه الفوضى والاضطرابات.
مقاومة الظلم
مقاومة الظلم واجب على كل إنسان حر وشريف، ومن صور مقاومة الظلم:
* الإنكار بالقول: وهو التحدث ضد الظلم والتنديد به وفضحه.
* الإنكار بالفعل: وهو الوقوف في وجه الظلم ومحاربته بكل الوسائل المشروعة.
* الصبر على الظلم: وهو احتمال الظلم مع عدم التنازل عن الحقوق.
{|}
حماية المظلومين
حماية المظلومين من أوجب الواجبات على المجتمع، ومن صور حماية المظلومين:
* نصرة المظلوم: وهذا يكون بالدفاع عن المظلوم ومساعدته في استعادة حقوقه.
* إنصاف المظلوم: وهذا يكون من خلال القضاء العادل الذي ينصف المظلوم ويعاقب الظالم.
* إغاثة المظلوم: وهذا يكون بتقديم العون والمساعدة للمظلوم للتخفيف من آلامه ومعاناته.
{|}
خاتمة
في الختام، فإن “إلا من ظلم” هي آية كريمة تحذرنا من الظلم وتبين عواقبه الوخيمة وتحثنا على مقاومة الظلم وحماية المظلومين، فالله تعالى لا يظلم أحدًا أبدًا، وإنما يحاسب الظالمين على ظلمهم، وهو أعدل العادلين وأرحم الراحمين.