الجوهرة الفدا
الجوهَرَة الفِدَا، هي مجموعة شعرية من تأليف أبي الحسن عليّ بن إسماعيل بن أبي سعيد الحَمَدَاني، تُعَدّ من أهمّ الأعمال الأدبية العربية لِعصر ما قبل الإسلام، وهي ديوان شعري يُعبِّر عن حياة الشاعر وآماله وآلامه في بيئته القاسية، والجوهرة الفداء تعني فداء النفس أو بذلها، وقد سمّاها الشاعر بهذا الاسم لأنّه كان يريد أن تكون هذه القصيدة هي فداء لروحه بعد مماته.
مقتل الحُميد وأثرُه على الحَمَدَاني
كانت وفاةُ الحميد بن ثور الهلالي أحدَ الأحداث المؤثّرة في حياة الحَمَدَاني، فقد كان الحميد صديقه ورفيقه، وقد قتله بنو كلب، فكان لمقتله تأثير كبير في نفس الحَمَدَاني، الذي رثاه بقصيدة تفيضُ حزنًا وألمًا، وقد عبّر الحَمَدَاني في هذه القصيدة عن عنف وقسوة الحياة في عصره، وعن فداحة الخسارة التي لحقت به بمقتل صديقه، وسرعان ما تحوّل هذا الرثاءُ إلى ثورةٍ ضدّ الظلم والطغيان.
الحَنين إلى الماضي
تتحدّث هذه القصائد عن حنين الشاعر إلى الماضي، وذكرياته عن أيام شبابه، يتحدّث بصورة خاصة عن أيام الصيد، والقنص، ويفخر بماضيه، ويبكي على شبابه الذي ولّى ولم يعد.
الغزل العذري
عبّر الحمداني في الجوهرة الفداء عن الحب العذري، حيث يصف حبه للمرأة، لكنه يكون حبًا عفيفًا، ويسيطر على هذا الحب الحياء الشديد، والحشمة، والإخلاص، ودوام الحب مهما طال الزمن.
شوق الشاعر إلى الديار
يعبّر الشاعر عن شوقه للعودة إلى دياره، ويتذكر أهله ووطنه، ويتمنى أن يعود إليه، لكنه لا يقدر على العودة، فيحاول أن يخفّف من شوقه عن طريق وصف دياره، وذكر أسماء الأماكن التي يحبّها.
الوصف
يصف الشاعر الطبيعة، ويبين جمالها، ويصف ما يراه في البيئة المحيطة به، ويصف الحروب، والمعارك، والأماكن التي زارها.
الحكمة
يتطرّق الشاعر إلى الحكم والأمثال، ويعبّر عن آرائه في الحياة، كما يتحدّث عن طبيعة الإنسان، وصفاته، وسلوكه.
تعد الجوهرة الفداء من أهم وأشهر دواوين الشعر العربي لما تتميز به من أصالة في المعنى واللفظ، وما تنطوي عليه من عواطف جياشة ومشاعر عميقة، وقد أثرت هذه القصيدة في شعراء العربية على مر العصور.