الحمد لله، الحمد الذي يليق بجلاله وعظمته
الحمد لله، حمدًا يليق بجلاله وعظمته، وكماله ونعمته، الذي خلق السماوات والأرض بقدرته، وأنشأ الليل والنهار بمشيئته، جعل الشمس والقمر منيرين، والنجوم زاهرات، وجعل الأرض بساطًا للعباد، ورزقهم من خيراته، وهداهم إلى سبيله، ويسر لهم أسباب الخير، وأنعم عليهم بنعم لا تُعد ولا تُحصى، رزقهم الصحة والعافية، والأمن والسلام، وفوقهم من السماء رزقًا كريمًا، وأسبغ عليهم من رحمته ما لا يحيط به الوصف.
أوجه الحمد لله
الحمد لله على نعمه الباطنة والظاهرة، الحمد لله على نعم القلب، كالهداية والإيمان واليقين، والحمد لله على نعم الجوارح، كالصحة والقوة والسلامة، والحمد لله على نعم الدنيا، كالمال والولد والراحة، والحمد لله على نعم الآخرة، كالنجاة من النار والفوز بالجنة، والحمد لله على نعمه التي لا نهاية لها، والتي لا تُحصى.
آثار الحمد لله
إن الحمد لله له آثار عظيمة في حياة الإنسان، منها: زيادة الإيمان، وتقوية الصلة بالله تعالى، وزيادة التوكل عليه، والرضا بما قسم الله، والقبول بقدره، وإبعاد الهم والحزن، وإشاعة السعادة والسرور، وكسب محبة الله تعالى، والارتقاء في الدرجات، والزيادة في الحسنات، والعلو في الجنة، وغير ذلك من الآثار العظيمة.
فضل الحمد لله
لقد حثنا الله تعالى في كتابه الكريم على كثرة الحمد، فقال سبحانه: “فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عبّروني بحميدي”، وقد جعل الله تعالى لكل ذكر حظ منه، وفي الحديث القدسي: “من شغله حمده عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين”، وقال صلى الله عليه وسلم: “أحب الكلام إلى الله عز وجل أربع: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، لا يضر معهن شيء ولو قل”.
كيف نحمد الله حق حمده
يجب أن يكون حمدنا لله تعالى حمدًا حقيقيًا، وليس لفظيًا فقط، وأن يكون بالقلب واللسان والأفعال، وذلك بالإقرار بنعم الله تعالى، والإيمان بها، ووصف الله تعالى بما يليق به من الكمال، والثناء عليه بما أنعم به علينا من النعم، وشكره على ما أولانا من الفضل، وإظهار ذلك كله باللسان، وبالعمل الصالح الذي يرضاه، وترك المعاصي التي تغضبه.
نماذج للحمد لله
الحمد لله على نعمة الإسلام، والحمد لله على نعمة الأمن، والحمد لله على نعمة الصحة، والحمد لله على نعمة المال، والحمد لله على نعمة الولد، والحمد لله على نعمة العلم، والحمد لله على نعمة التقوى، والحمد لله على نعمة الهداية، والحمد لله على نعم لا تُعد ولا تُحصى، الحمد لله الحمد لله، رب العالمين، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
الحمد لله في القرآن والسنة
ذكر الحمد لله في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة في مواضع كثيرة وعديدة، ومن أمثلة ذلك:
- ﴿الحمد لله رب العالمين﴾ (الفاتحة: 1).
- ﴿الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور﴾ (الأنعام: 1).
- ﴿الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا﴾ (الكهف: 1).
- ﴿قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى﴾ (النمل: 59).
وفي السنة النبوية الشريفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- “الحمد لله محياكم ومماتكم”
- “الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاك به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً”
- “الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكسانا وآوانا”
الخلاصة
الحمد لله هو من أعظم العبادات وأجلها، وله آثار عظيمة في حياة الإنسان، وهو سبب لنيل رضى الله تعالى والجنة، ولذا يجب على المسلم أن يكثر من الحمد لله تعالى في جميع أحواله، ونسأله تعالى أن يجعلنا من المحمودين الشاكرين، الحامدين الممتنّين، وأن يلهمنا الحمد الذي يليق بجلاله وكماله.