الحمد لله على لطف الله
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن لطف الله تعالى بعباده ظاهر وجلي، في كل أمورهم وأحوالهم، من لطفه بهم في خلقهم وتكوينهم، إلى لطفه بهم في هدايتهم وإرشادهم، إلى لطفه بهم في رزقهم ومعاشهم، إلى لطفه بهم في عافيتهم وصحتهم، إلى لطفه بهم في موتهم وحسن خاتمتهم.
ولطف الله تعالى بعباده لا يحصى ولا يعد، فمن لطفه بهم أنه خلقهم في أحسن تقويم، لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ [التين: 4]، وخلق لهم ما ينفعهم في معاشهم ومعادهم، وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ [الجاثية: 13]، وهداهم إلى سبيل الرشاد، وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ [البلد: 10]، ويسر لهم أسباب التوبة والاستغفار، وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ [الشورى: 25].
لطف الله في خلق العباد
ولطف الله تعالى بعباده ظاهر في خلقهم وتكوينهم، فقد خلقهم الله في أحسن تقويم، ورزقهم من النعم ما لا يعد ولا يحصى، ومن ذلك:
خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وأعطاه من العقل والحكمة ما ليس لغيره من المخلوقات.
خلق الله للإنسان حواسًا خمسًا تساعده على إدراك العالم الخارجي والتفاعل معه.
خلق الله للإنسان لسانًا وبنفسًا يمكنه من التعبير عن أفكاره ومشاعره.
لطف الله في هداية العباد
ومن لطف الله تعالى بعباده هدايتهم إلى سبيل الرشاد، وإرشادهم إلى طريق الحق والصواب، ومن ذلك:
أرسل الله تعالى الرسل والأنبياء لهداية الناس إلى طريق الحق.
أنزل الله تعالى الكتب السماوية لتكون هداية للناس.
فطر الله تعالى الناس على معرفته والإيمان به.
لطف الله في رزق العباد
ومن لطف الله تعالى بعباده رزقهم ومعاشهم، وتيسير أسباب العيش لهم، ومن ذلك:
خلق الله تعالى الرزق للإنسان في البر والبحر.
جعل الله تعالى في الأرض كنوزًا ومعادن يستخرجها الإنسان وينتفع بها.
هيأ الله تعالى للإنسان أسباب الرزق من خلال العمل والتجارة والصناعة.
لطف الله في عافية العباد
ومن لطف الله تعالى بعباده عافيتهم وصحتهم، وحمايتهم من الأمراض والأسقام، ومن ذلك:
خلق الله تعالى للإنسان جهازًا مناعيًا يحميه من الأمراض.
جعل الله تعالى في الطبيعة أعشابًا ونباتات لها خواص علاجية يمكن الاستفادة منها.
هيأ الله تعالى للإنسان الأطباء والعلماء الذين يكتشفون الأدوية والعلاجات المختلفة.
لطف الله في موت العباد
ومن لطف الله تعالى بعباده موتهم وحسن خاتمتهم، وتيسير أمورهم عند الاحتضار، ومن ذلك:
يسر الله تعالى للإنسان الموت على الإيمان.
يغفر الله تعالى لعباده السيئات ويمحو بها الحسنات.
يرفع الله تعالى درجات المؤمنين في الجنة ويكرمهم فيها.
لطف الله في المغفرة والعفو
ومن لطف الله تعالى بعباده مغفرته لهم وعفوه عنهم، وتوبته عليهم، ومن ذلك:
جعل الله تعالى باب التوبة مفتوحًا أمام عباده في كل وقت.
يغفر الله تعالى لعباده الذنوب مهما عظمت.
يتوب الله تعالى على من تاب إليه وأناب.
لطف الله في الإجابة والدعاء
ومن لطف الله تعالى بعباده إجابته لدعائهم وتفريج كربهم، ومن ذلك:
أمر الله تعالى عباده بدعائه ووعدهم بالإجابة.
يستجيب الله تعالى لدعاء عباده المؤمنين.
يلطف الله تعالى بعباده ويكشف عنهم كربهم ويفرج همهم.
الخاتمة
الحمد لله على لطفه بعباده، الذي لا يحصى ولا يعد، فمن لطفه بهم في خلقهم وتكوينهم، إلى لطفه بهم في هدايتهم وإرشادهم، إلى لطفه بهم في رزقهم ومعاشهم، إلى لطفه بهم في عافيتهم وصحتهم، إلى لطفه بهم في موتهم وحسن خاتمتهم.
نسأل الله تعالى أن يزيدنا من لطفه وكرمه، وأن يمن علينا بنعمه ظاهرة وباطنة، إنه جواد كريم.