الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
الحمدلله ع حياة يدبرها الله
الحمد لله الذي بيده ملكوت كل شيء وهو على كل شيء قدير، الحمد لله الذي خلقنا ورزقنا وهدانا للإسلام، الحمد لله على نعمة الحياة التي رزقنا بها، والتي تديرها مشيئته وقدره، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن
1- نعم الحياة
الحياة هبة عظيمة من الله تعالى، وهي نعمة لا تقدر بثمن، ففيها نتذوق حلاوة الدنيا، ونسعى لتحقيق أهدافنا وطموحاتنا، وندرك معنى وجودنا في هذه الحياة.
وإن من نعم الحياة الصحة والعافية، والرزق الوفير، والأهل والأصدقاء، والأبناء الصالحين، فكل هذه النعم تجعل حياتنا أكثر سعادة ورضى.
وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على شكر هذه النعم، فقال: “من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها”.
2- ابتلاءات الحياة
إلى جانب نعم الحياة، فإننا نواجه أيضًا بعض الابتلاءات والشدائد، وهذا أمر طبيعي في هذه الدنيا، فكما قال الله تعالى: “ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم”.
وقد تكون هذه الابتلاءات في صورة أمراض أو فقر أو فقد أحبة أو مصائب أخرى، وهي وإن كانت صعبة ومؤلمة، إلا أنها أيضًا فرص لنا لاختبار إيماننا وتقربنا إلى الله تعالى.
وقد وعدنا الله تعالى بأنه مع الصابرين، فقال: “والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون”.
3- تدبير الله للحياة
إن الحياة يدبرها الله تعالى، فهو الذي خلقها ووضع لها سننا وقوانين، وهو الذي يدبرها تدبيرًا محكمًا لا يخرج عن علمه وقدرته.
وفي تدبير الله تعالى للحياة لطف ورحمة بنا، فهو يرزقنا ويسوق لنا الأمور بما فيه خير لنا، وإن كنا لا ندرك ذلك أحيانًا.
وقد أمرنا الله تعالى بالتدبر في ملكوته، فقال: “إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب”.
4- رضى الله عن الحياة
إن الرضا بقضاء الله وقدره من أهم أسباب السعادة في هذه الحياة، فعندما نرضى بما قسم الله لنا، تتبدد أحزاننا وهمومنا، ونعيش في راحة بال واطمئنان.
وقد قال الله تعالى: “ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون”.
وإن من علامات الرضا بقضاء الله تعالى، أن نشكر الله على نعمه، وأن نصبر على ابتلائه، وأن ننطلق في حياتنا بعزيمة وإصرار.
5- ذكر الله في الحياة
إن ذكر الله تعالى في حياتنا، يجعلنا نعيش في طمأنينة وبركة، فهو الذي قال: “الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.
ومن طرق ذكر الله تعالى: تلاوة القرآن الكريم، والصلاة، والذكر والدعاء، وحضور مجالس العلم، والنظر في ملكوت الله تعالى.
فالذكر يجعلنا نشعر بقرب الله تعالى منا، ويجعلنا ندرك أننا تحت رعايته وحفظه.
6- الاستعداد للموت
إن الموت حق علينا جميعًا، والحياة الدنيا دار فانية، فمن الحكمة أن نستعد للموت، ونعمل الصالحات التي تنفعنا في الآخرة.
ومن الاستعداد للموت: التوبة النصوح، والتقرب إلى الله تعالى بالطاعات، وصلة الأرحام، وإفشاء السلام، وإكرام الجار، وغير ذلك من الأعمال الصالحة.
وقد قال الله تعالى: “كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون”.
7- الحمد لله في الحياة والممات
في كل أحوالنا، في السراء والضراء، في الصحة والمرض، في الغنى والفقر، يجب أن نحمد الله تعالى، فالحمد لله رب العالمين.
إن الحمد لله تعالى، يجعلنا نرضى بقضائه وقدره، ويجعلنا نشعر ب نعمه علينا، ويجلب لنا سعادة الدنيا والآخرة.
وقد قال الله تعالى: “وما بكم من نعمة فمن الله”.
خاتمة
الحمد لله الذي خلقنا ورزقنا وهدانا للإسلام، الحمد لله على نعم الحياة التي لا تحصى، والحمد لله على ابتلائه الذي يختبرنا ويقربنا إليه، والحمد لله على تدبيره للحياة الذي لا يخرج عن علمه وقدرته.
فنسأل الله تعالى أن يرزقنا حياة طيبة مباركة، وأن يحسن لنا خاتمتنا، وأن يجمعنا بالصالحين في جنات النعيم.