الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور
الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور، نحمده سبحانه ونستعين به ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
{|}
فإن من نعم الله تعالى علينا أن جعلنا شهداء على هذا العصر، وأحياء بعد أن كنا أمواتاً، قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (المؤمنون: 15).
مراحل الحياة الثلاث
وقد خلق الله تعالى الإنسان في ثلاث مراحل: مرحلة الحياة الأولى في بطن أمه، ومرحلة الموت في القبر، ومرحلة الحياة الآخرة في الجنة أو في النار، قال تعالى: يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (الروم: 19).
بداية الخلق
وفي بداية الخلق خلق الله تعالى الأرض والمياه، ثم خلق النبات والحيوان، ثم خلق الإنسان من تراب، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (إبراهيم: 32).
{|}
خلق الإنسان
{|}
وقد خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم، وزوده بالسمع والبصر والفؤاد، قال تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (التين: 4). وقد سخر الله تعالى للإنسان كل ما في الأرض من خيرات، قال تعالى: وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ (الجاثية: 13).
الابتلاء في الدنيا
وقد جعل الله تعالى الدنيا دار ابتلاء واختبار للإنسان، قال تعالى: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (الملك: 2). وقد ابتلى الله تعالى الإنسان بالفقر والغنى، والصحة والمرض، والكفر والإيمان، قال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ (البقرة: 155).
الحياة الآخرة
وبعد انتهاء الحياة الدنيا يحاسب الله تعالى الإنسان على أعماله، وينزل به في الجنة أو في النار، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (النساء: 56).
الحمد لله على نعمه
{|}
الحمد لله الذي خلقنا ورزقنا وهدانا إلى الإسلام، وأسأل الله تعالى أن يجعلنا من الشاكرين لنعمه، آمين.