الحمد لله الذي أحيانا بعد مماتنا وإليه النشور
المقدمة
الحمد لله الذي خلقنا من تراب، ثم جعله من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة، ليظهر لنا قدرته سبحانه وتعالى. وهو الذي حبانا بنعمة الحياة، وأحيا قلوبنا بعد مماتنا. وإليه وحده المصير يوم القيامة، حيث ينشرنا من قبورنا إلى يوم الحساب.
نعمة الحياة
من أ عظم النعم التي أنعم الله بها علينا هي نعمة الحياة. فهي الهبة التي وهبنا إياها لنعبده ونشكره على نعمه. وعلينا أن نستغل هذه الحياة في طاعته سبحانه وتعالى، وأن نصنع لأنفسنا حياة طيبة في الدنيا والآخرة.
{|}
الحياة فرصة ثمينة لا تتكرر، علينا أن نغتنمها فيها لعمل الخير ونشر المحبة والتراحم بين الناس. وأن نسعى جاهدين لنيل رضا الله سبحانه وتعالى، حتى ننال الفوز العظيم في الآخرة.
إن الموت حق علينا جميعًا، ولكن الحياة التي وهبنا الله إياها هي المؤقتة، أما الحياة الحقيقية فهي تلك التي تأتي بعد الموت في الآخرة. علينا أن نعمل جاهدين لنفوز بحياة الآخرة، وأن نستعد لها بما قدمنا من أعمال صالحة.
إحياء القلوب بعد الممات
إن الله سبحانه وتعالى لا يحيي الأجساد فحسب، بل يحيي القلوب أيضًا بعد الممات. فالقلب هو موطن الإيمان والعقل، وهو الذي يميز الإنسان عن سائر المخلوقات. وعندما يموت الإنسان، فإن قلبه لا يموت بل يبقى حيًا وينتظر يوم القيامة.
إحياء القلب بعد الموت من أعظم آيات قدرة الله سبحانه وتعالى. وهو دليل على أن الموت ليس نهاية المطاف، بل هو بداية لحياة جديدة. علينا أن نستعد لهذه الحياة الجديدة بالإيمان والعمل الصالح، حتى ننال فوزًا عظيمًا في الآخرة.
إن القلب الحي هو القلب الذي يذكر الله كثيرًا، والذي يتبع الحق وينشر الخير. علينا أن نسعى جاهدين ليكون لنا قلوبًا حية، حتى نكون من الناجين يوم القيامة.
النشر يوم القيامة
يوم القيامة هو اليوم الذي ينشر الله فيه الخلائق من قبورهم. وهو اليوم الذي يفصل فيه بين الخبيث والطيب، ويثيب المحسنين ويعاقب المسيئين. علينا أن نستعد لهذا اليوم ونستكثر من الأعمال الصالحة.
إِذا نُفِخَ فِي الصُّوْرِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ. فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدِينَ
علينا أن نؤمن بيوم النشر، وأن نعلم أنه حق لا شك فيه. وأن نستعد لهذا اليوم العظيم بما قدمنا من أعمال صالحة، حتى نكون من الفائزين يوم القيامة.
أهمية ذكر الله
{|}
يؤكد القرآن الكريم على أهمية ذكر الله كثيرًا، فيقول سبحانه وتعالى: “فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ”. إن ذكر الله له فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة.
من فوائد ذكر الله في الدنيا أنه يطمئن القلب ويزيل الهم والحزن. كما أنه يقوي الإيمان ويقرب العبد إلى الله سبحانه وتعالى. أما في الآخرة، فإن ذكر الله ينور القبر وينجي من عذاب النار.
{|}
علينا أن نكثر من ذكر الله في كل وقت وخاصة عند النوم وعند الاستيقاظ. وأن نجعل أذكار الله دأبًا لنا في حياتنا، حتى نكون من المحبوبين إلى الله سبحانه وتعالى.
{|}
فضل الأعمال الصالحة
للأعمال الصالحة فضل كبير عند الله سبحانه وتعالى. وقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم كثيرًا من الأعمال الصالحة التي ينبغي على المؤمنين القيام بها.
من الأعمال الصالحة التي يحبها الله سبحانه وتعالى الصلاة والصيام والصدقة والإحسان إلى الوالدين وب وصلة الأرحام. كما أنه يحب من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا.
علينا أن نسعى جاهدين للقيام بالأعمال الصالحة، وأن ننشر الخير في الأرض. وأن نكون من عباد الله المحسنين، حتى ننال رضا الله سبحانه وتعالى ونفوز بالجنة.
دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء في كل وقت، وقد علم أصحابه أدعية كثيرة يستحب لهم الدعاء بها.
من الأدعية التي كان يكثر الرسول صلى الله عليه وسلم من الدعاء بها: “اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي”.
{|}
علينا أن نكثر من الدعاء في كل وقت، وأن نتوكل على الله سبحانه وتعالى في كل أمورنا. فإن الله سبحانه وتعالى هو وحده القادر على إجابة دعائنا وتحقيق أمانينا.
الخاتمة
الحمد لله الذي أحيانا بعد مماتنا وإليه النشور. إن الحياة نعمة عظيمة يجب علينا أن نغتنمها في طاعة الله سبحانه وتعالى. علينا أن نستعد ليوم القيامة ونستكثر من الأعمال الصالحة. وأن نذكر الله كثيرًا ونكثر من الدعاء في كل وقت. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه.