الحمد لله حمدًا يطيب به العيش، وترضى به النفس، ويزكو به العمل، حمده الذي أسبغ نعمه علينا، وجعلنا من المسلمين.
فِيمَ يَسْتَحِقُّ اللهُ الحَمْدَ؟
يستحق الله الحمد على جميع نعمه علينا، الظاهرة والباطنة، فمن نعمه الظاهرة خلقه لنا وتربيتنا ورزقنا والعفو عن ذنوبنا، ومن نعمه الباطنة هدايتنا للإسلام وغرس الإيمان في قلوبنا.
الحمد على النِّعمِ الماديَّة
خلق الله لنا الأرض وما فيها من جبال وبحار وأنهار ووديًا ونباتًا وحيوانًا، كما خلق لنا الشمس والقمر والنجوم والكواكب، كل هذا من أجل خدمتنا وإسعادنا.
رزقنا الله من طيبات الطعام والشراب والملبس والمسكن، ومنع عنا شر الأمراض والآفات، وجعلنا من الفائزين في الدنيا والآخرة.
عفا الله عنا عن الكثير من الذنوب، وتجاوز عن سيئاتنا، وأمهلنا حتى نتوب إليه، فالحمد لله على فضله وإحسانه.
الحمد على النِّعمِ الروحيَّة
هدانا الله إلى الإسلام، فأنقذنا من الظلمات إلى النور، وأخرجنا من الكفر إلى الإيمان، وجعلنا من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- خير الأمم.
غرس الله الإيمان في قلوبنا، فصار لنا نورًا يهدينا في دروب الحياة، وملاذًا نلجأ إليه عند الشدائد، ورجاءً يبعث في نفوسنا السعادة والطمأنينة.
يعلم الله الشكور على نعمه الظاهرة والباطنة، فالحمد لله على ما أنعم علينا، والحمد لله على ما ابتلينا.
الحمد على النِّعمِ الكبيرة والصَّغيرة
يكثر المسلمون من الحمد والثناء على الله في جميع أحوالهم، فالحمد لله على النعم الكبيرة والصغيرة، والحمد لله على ما يسره وما عسره.
يحمد المسلمون الله على نعمة الإسلام والإيمان، وعلى نعمة الصحة والعافية، وعلى نعمة الرزق الحلال، وعلى نعمة الأمن والأمان.
يحمد المسلمون الله على كل نعمة، مهما صغرت، فهناك من حرم من النعم التي نتمتع بها، فالحمد لله على كل حال.
الحمد في السراء والضَّراء
يجب على المسلم أن يحمد الله في السراء والضراء، فالحمد لله في الشدة والرخاء، والحمد لله في المرض والصحة، والحمد لله في الفقر والغنى.
في السراء يشكر المسلم الله على نعمه، ويطلب منه المزيد، وفي الضراء يصبر على البلاء، ويرضاه من الله، ويستغفره ويدعوه.
الحمد لله في كل حال، فالحمد لله على ما أعطى، والحمد لله على ما منع، والحمد لله على ما قضى وقدر.
الحمد عند الأكل والشُّرب
يستحب للمسلم أن يحمد الله قبل وبعد الأكل والشرب، فالحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، والحمد لله الذي جعلنا من المسلمين.
قبل الأكل يقول المسلم: “بسم الله الرحمن الرحيم”، وبعد الأكل يقول: “الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا وأفضل علينا، والحمد لله على ما رزقنا”.
شكر الله على النعم من موجبات زيادة النعم، والحمد لله على كل حال.
الحمد عند الدخول إلى الخلاء
يستحب للمسلم أن يقول عند دخول الخلاء: “اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث”، وعند الخروج يقول: “غفرانك الحمد لله الذي أذهب عنا الأذى، وعافانا من البلاء”.
الدعاء عند دخول الخلاء من السنن المستحبة، والحمد لله على العافية.
الحمد عند العطاس
يستحب للمسلم أن يحمد الله عند العطاس، فيقول: “الحمد لله”، ويرد عليه من حوله: “يرحمك الله”.
في العطاس حكمة بالغة، وهي تطهير الأنف من الأوساخ والمواد الغريبة، والحمد لله على العافية.
الحمد لله حمدًا كثيرًا، والحمد لله على كل نعمة، والحمد لله على كل حال.