الحمد لله على تمام النعمة
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فنعم الله علينا لا تحصى ولا تعد، فالحمد لله على نعمة الإسلام، والحمد لله على نعمة الصحة، والحمد لله على نعمة الأمن والأمان، والحمد لله على نعمة الرزق، والحمد لله على نعمة العافية.
نعمة الإسلام
ونبدأ بنعمة الإسلام، وهي أعظم النعم وأجلها، وهي النعمة التي تجعلنا نشكر الله تعالى على سائر النعم، قال تعالى: وَلَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ [إبراهيم: 7]. فبالشكر على نعمة الإسلام تستحق سائر النعم، فالحمد لله على نعمة الإسلام.
وتتجلى نعمة الإسلام في أنه جعلنا من أتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء والمرسلين، وأنزل علينا خير الكتب، كتاب الله عز وجل، وهو الكتاب الذي فيه الهدى والرحمة والشفاء.
نعمة الصحة
ونعمة الصحة أيضًا من أعظم النعم، فالصحة هي العافية من الأمراض والأسقام، وهي رأس المال الحقيقي للإنسان، ولولا الصحة لما استطاع الإنسان أن يعمل أو يكسب أو ينفع.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: <<نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ>>. فالناس لا يشعرون بأهمية الصحة إلا عند فقدانها، فعندما يمرض الإنسان يتمنى لو أنه بذل كل ما في وسعه للحفاظ على صحته.
نعمة الأمن والأمان
ونعمة الأمن والأمان أيضًا من النعم العظيمة التي لا يدرك قيمتها إلا من فقدها، فالأمن والأمان يوفران للإنسان الاستقرار والراحة والطمأنينة، ويمكنانه من العيش في سلام ووئام.
ولا شك أن نعمة الأمن والأمان لها فضل كبير في تعمير الأرض واستقرار المجتمعات، وفي ظل الأمن والأمان يمكن للإنسان أن يبدع وينتج وينجز.
نعمة الرزق
ونعمة الرزق أيضًا من النعم الجليلة، فالسعة في الرزق والكفاية فيه من أعظم ما يتمنى الإنسان، فعندما يكون للإنسان رزق حلال كاف له ولأهله يشعر بالسعادة والرضى.
قال تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ [العنكبوت: 60]. فالله تعالى هو الذي يرزق كل مخلوقاته، وهو الذي يعطي الإنسان الرزق الحلال الطيب.
نعمة العافية
ونعمة العافية أيضًا من النعم التي غالبًا ما يغفل عنها الناس، فالعافية هي السلامة من الأمراض والأسقام، وهي التي تمكن الإنسان من أداء عباداته والقيام بأعماله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: <<اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت>>. فالدعاء بالعافية من أفضل ما يمكن أن يدعو به المؤمن.
وختامًا، فإن الحمد لله على تمام النعمة واجب علينا، فما أعظم نعم الله علينا، وما أرحم الله بنا، فنسأل الله تعالى أن يزيدنا من نعمه ويحفظها علينا.