الدعاء على من أكل حقي
ما هو أكل الحق
يعتبر أكل الحق من الأمور المحرمة في الإسلام، وتناول حق الغير دون رضاه من كبائر الذنوب، وهو ظلم عظيم ينهى عنه الشرع الإسلامي، قال تعالى: “وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ.”
فعلى المسلم أن يتقي الله ولا يأكل حق غيره، فإن أكل حق أحد فعليه التوبة والرجوع إلى الله والندم على ما فعل، ورد الحق إلى صاحبه والتكفير عن ذنبه بالعبادات، أما المظلوم فعليه أن يصبر ويحتسب ويدعو الله برد حقه.
والدعاء على من أكل الحق من الأمور التي وردت في الشرع الإسلامي، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “من ظلم شيئًا من الأرض طوقه يوم القيامة من سبع أرضين” رواه البخاري.
الدعاء على من أكل مالي
من أكل مال أحد بغير حق، فيجوز له أن يدعو عليه برد حقه، فالدعاء على من أكل المال الحرام جائز لقوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا.” ( النساء :10 ).
وورد في السنة النبوية أحاديث تدل على جواز الدعاء على من ظلمك، ومنها ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لا تظلمن فإن الظلم ظلمات يوم القيامة”.
{|}
والدعاء على من أكل المال الحرام لا ينافي قوله تعالى: “وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ”. (فصّلت :34)
الدعاء على من أكل حق يتيم
{|}
وأكل حق اليتيم من كبائر الذنوب، قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا”، والواجب على المسلم أن يدعو على من أكل حق يتيم، وأن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى ويطلب منه أن ينتصف له من الظالم.
وقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تحذر من أكل أموال اليتامى، ومنها ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لعن الله من ظلم يتيما أو امرأة أو أجيرا، فلم يعطه أجره”.
{|}
والدعاء على من أكل حق يتيم من الأمور المستجابة، فإن الله تعالى ينصر المظلومين وينتقم للمقهورين، قال تعالى: “وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (51) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (52).” ( الحج :51-52 )
الدعاء على من أكل حق الأرامل
وآكل حق الأرامل من الظالمين الذين توعدهم الله تعالى بالعذاب الشديد، قال تعالى: “وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا”، وقال تعالى: “وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)” ( النور :4-5 )
فالواجب على المسلم أن يدعو على من أكل حق أرملة، وأن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى ويطلب منه أن ينتصف له من الظالم.
{|}
وقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تحذر من أكل أموال الأرامل، ومنها ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من ظلم امرأة أو يتيما، أو غصب أجيرا أجره، أو باع شيئًا فحلف عليه أنه على غير ما هو، عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ولا يتوب الله عليه ولا يغفر له”.
الدعاء على من أكل حق موظف
وآكل حق الموظف من الظالمين الذين قال عنهم الله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ سَيَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ فَوْقَ أَوْزَارِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ صَادِقِينَ (28) إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْم