الدليل على وجوب نسبة النعم لله تعالى من القرآن الكريم. الإجابة الصحيحة هي : قول الله تعالى (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ).
الدليل على وجوب نسبة النعم لله تعالى من القرآن الكريم
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمه التي لا تحصى ولا تعد، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أرسله الله رحمة للعالمين. إن إسناد النعم لله تعالى من أوجب الواجبات، إذ هو المنعم بها علينا من غير سابق مِنَّة منا، وتعد هذه النسبة من صميم أركان الإيمان التي تحفظ على العبد فطرته السليمة، وتردعه عن النكران والطغيان. أدلِّة وجوب نسبة النعم لله تعالى من القرآن الكريم: 1. صريح نصوص القرآن الكريم: قال تعالى: ﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ [إبراهيم: 34]. وقال تعالى: ﴿وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ [إبراهيم: 34]. وقال تعالى: ﴿وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾ [لقمان: 20]. 2. إسناد النِّعم إليه تعالى: يورد القرآن الكريم النّعم دائماً مقترنة بذكر الله تعالى أو أفعاله، مثل: ﴿فَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ مَّاءً مِنَ السَّمَاءِ﴾ [البقرة: 23]، ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا﴾ [النحل: 72]. وهذا الإسناد الصريح يدل على أن الله تعالى هو الفاعل الحقيقي الموجد لهذه النِّعم. 3. الأمر بشكر الله تعالى: يأمر القرآن الكريم بشكر الله تعالى على نعمه، مثل: ﴿وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾ [يوسف: 40]، ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة: 152]. وهذا الأمر بشكر الله تعالى لا يكون إلا إذا كانت النِّعم صادرة عنه. 4. النهي عن النِّعم إلى غير الله تعالى: ينهى القرآن الكريم عن نسبة النِّعم إلى غير الله تعالى، مثل: ﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ [الزمر: 3]، ﴿وَلَوْ كُنْتُمْ شَكَرْتُمْ لَزِدْتُكُمْ﴾ [فاطر: 15]. وهذا النهي يدل على أن نسبة النِّعم إلى غير الله تعالى شرك به. 5. ذكر الله تعالى عند الحصول على النِّعم: يرشد القرآن الكريم إلى ذكر الله تعالى عند الحصول على النِّعم، مثل: ﴿فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين﴾ [العنكبوت: 65]، ﴿وَإِمَّا تَرَيَنَّهُمْ كَثِيرًا فَلَا تُعْجِبْكَ كَثْرَتُهُمْ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾ [المرسلات: 13]. وهذا الارشاد يدل على أنه سبحانه هو المنعم بها. 6. ذكر النِّعم في معرض الثناء على الله تعالى: يورد القرآن الكريم النِّعم في معرض الثناء على الله تعالى، مثل: ﴿الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ﴾ [الأحقاف: 33]، ﴿وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ [الذاريات: 20-21]. وهذا الثناء يدل على أن هذه النِّعم من صنع الله تعالى. 7. اعتبار النِّعم من آيات الله تعالى: يعتبر القرآن الكريم النِّعم من آيات الله تعالى، مثل: ﴿وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [النحل: 15-16]. وهذا الاعتبار يدل على أن الله تعالى هو الموجد لها. إن الأدلة على وجوب نسبة النِّعم لله تعالى من القرآن الكريم كثيرة ومتنوعة، تدل على أن هذه النسبة من صميم أركان الإيمان وواجباته. وعندئذ ينشأ لدى العبد شعور بالامتنان والتقدير لله تعالى، وينزه نفسه عن الكفران والنِّعم إلى غير الله تعالى. والله ولي التوفيق والسداد.