الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم
إن ذكر الله تعالى من أعظم العبادات وأجلها، وهو من أعظم أسباب السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، وقد حثنا الله تعالى على ذكره في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، ووعدنا بالخير العميم والبركات الجزيلة لمن يذكره كثيراً، فقال تعالى: وَرِجَالٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران: 191].
فضل الذكر في الإسلام
للذكر في الإسلام فضائل كثيرة، منها:
- أن الذكر يورث محبة الله تعالى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت” [البخاري].
- أن الذكر يثبت الإيمان في القلب ويطمئنه، فقال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد: 28].
- أن الذكر يرفع الدرجات في الجنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “الكلمة الطيبة صدقة، وكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تهليلة صدقة، والأمر بالمعروف صدقة، والنهي عن المنكر صدقة، ومجامعة الرجل امرأته صدقة” [مسلم].
آداب ذكر الله تعالى
{|}
ولكي يكون الذكر مقبولاً ومثمرًا، فلابد من مراعاة بعض الآداب، منها:
- الإخلاص لله تعالى في الذكر، فإن الذكر لا ينفع إلا إذا كان خالصاً لله.
- المحافظة على أوقات الذكر المأثورة، مثل أذكار الصباح والمساء، وأذكار الوضوء والصلاة، وغير ذلك.
- تدبر الذكر وفهم معانيه، فالتدبر يزيد من خشوع القلب وإقباله على الله تعالى.
أوقات ذكر الله تعالى
حثنا الإسلام على ذكر الله تعالى في كل الأحوال والأوقات، ولكن هناك أوقات فاضلة يستحب فيها ذكر الله أكثر من غيرها، ومن هذه الأوقات:
- أذكار الصباح والمساء: وهذه الأذكار وردت في السنة النبوية وهي من أفضل الأذكار.
- أذكار الوضوء والصلاة: وهذه الأذكار لها فضل عظيم، وهي من السنن المؤكدة.
- أذكار النوم والاستيقاظ: وهذه الأذكار مهمة لحفظ المسلم من شرور الجن والشياطين.
{|}
فضل ذكر الله قياما
القيام من أفضل أحوال الذكر، وتكثر فضائله، منها:
- أن القيام فيه مشقة على البدن، فيكون أبلغ في إظهار الخشوع لله تعالى.
- أن القيام من السنن المؤكدة في الصلاة، وفي قيام الليل، وهذا يدل على فضله.
- أن القيام يزيد من خشوع القلب وإقباله على الله تعالى.
فضل ذكر الله وقعودا
{|}
الجلوس من الأحوال المفضلة للذكر، وللجلوس فضائل كثيرة، منها:
- أن الجلوس من أحوال الراحة، فيكون الذكر فيه أيسر على المسلم.
- أن الجلوس يمكن المسلم من ذكر الله تعالى في كل الأوقات والأماكن.
- أن الجلوس من السنن المؤكدة في الصلاة، وفي حلقات العلم، وهذا يدل على فضله.
{|}
فضل ذكر الله على جنوبهم
الجنوب هو الاستلقاء على أحد الجانبين، وهو من الأحوال المريحة للذكر، وللاستلقاء على جنوبهم فضائل كثيرة، منها:
- أن الاستلقاء على أحد الجانبين من أحوال الراحة، فيكون الذكر فيه أيسر على المسلم.
- أن الاستلقاء على أحد الجانبين يسهل على المسلم ذكر الله تعالى قبل النوم وبعد الاستيقاظ.
- أن الاستلقاء على أحد الجانبين من السنن المؤكدة في النوم، وهذا يدل على فضله.
ختاما
إن ذكر الله تعالى من أعظم العبادات وأجلها، وهو من أعظم أسباب السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، وقد حثنا الله تعالى على ذكره في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، ووعدنا بالخير العميم والبركات الجزيلة لمن يذكره كثيراً، فنسأل الله تعالى أن يوفقنا لذكره الدائم وشكره، وأن يجعلنا من الذاكرين الله كثيراً.