الرد على كلمة دوم يارب
يعتبر لفظ “دوم يارب” من العبارات الشائعة التي يتداولها الكثيرون في أحاديثهم، وهي تعبر عن الرجاء والتضرع إلى الله تعالى، والدعاء له بأن يُحقق المسلم ما يتمناه ويُيسر أموره ويُفرج كربه، وفي هذا المقال سنتناول كيفية الرد على هذه العبارة، وما هي بعض الأدعية والأذكار التي يمكن قولها في هذا الموقف:
1- الرد بالإيجاب
من أفضل الطرق للرد على عبارة “دوم يارب” هي الإيجاب عليها، وذلك بالقول: “إن شاء الله”، أو “آمين”، أو “اللهم آمين”، فهذه العبارات تعبر عن التوكل على الله تعالى والرجاء في تحقيق ما يُطلب منه.
فعندما يقول المسلم “إن شاء الله” فإنه يُعبر عن ثقته بأن الله تعالى هو وحده القادر على تحقيق ما يتمناه، وأن الأمر بيده وحده، وأن العبد لا يملك من أمره شيئًا.
أما إذا قال المسلم “آمين” فإنه يُعبر عن موافقته على ما قاله المُتحدث، ورجائه من الله تعالى أن يُحقق له ما طلبه، وأن يستجيب لدعائه.
2- دعاء بالخير
من الردود المستحبة على عبارة “دوم يارب” هو الدعاء بالخير للمُتحدث، وذلك بالقول: “اللهم ارزقه ما يتمنى”، أو “اللهم حقق له ما يتمناه”، أو “اللهم اكتب له الخير في الدنيا والآخرة”، فهذه الأدعية تعبر عن حسن الظن بالله تعالى، والتضرع إليه أن يُيسر أمور المُتحدث ويُحقق له ما يتمناه.
فالدعاء بالخير للآخرين من الأعمال الصالحة التي يُحبها الله تعالى، ويُجزي عليها عباده، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة”.
3- دعاء بالمغفرة والتوفيق
من الأدعية المستحبة أيضًا في الرد على عبارة “دوم يارب” هي الدعاء للمُتحدث بالمغفرة والتوفيق، وذلك بالقول: “اللهم اغفر له ذنوبه”، أو “اللهم توفيقه لما فيه الخير”، أو “اللهم اهديه إلى ما فيه الصلاح والصواب”، فهذه الأدعية تعبر عن الاهتمام بأمر المُتحدث، والدعاء له بأن يوفقه الله تعالى ويسدده في أقواله وأفعاله.
فالدعاء للمغفرة والتوفيق من الأعمال الصالحة التي تُقرب العبد إلى ربه، وتُحقق له السعادة في الدنيا والآخرة، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من دعا لأخيه بظهر الغيب قال ملك: ولك مثلاه”.
4- تذكير بقدر الله تعالى
من الطرق الحكيمة للرد على عبارة “دوم يارب” هي تذكير المُتحدث بقدر الله تعالى، وذلك بالقول: “اللهم ما شاء الله كان”، أو “اللهم لا حول ولا قوة إلا بالله”، أو “اللهم فوضت أمري إليك”، فهذه العبارات تعبر عن التوكل على الله تعالى، والرضا بقضائه وقدره، وأن العبد لا يملك من أمره شيئًا.
فتذكير المسلم بقدر الله تعالى يُساعده على الصبر والتحمل عند مواجهة الابتلاءات والشدائد، كما يُساعده على الثقة بالله تعالى واليقين بأن كل ما يُصيبه هو خير له.
5- الدعاء بالثبات على الحق
من الأدعية المستحبة في الرد على عبارة “دوم يارب” هي الدعاء للمُتحدث بالثبات على الحق، وذلك بالقول: “اللهم ثبت قلبه على دينك”، أو “اللهم ارزقه الشهادة في سبيلك”، أو “اللهم اجعله من عبادك الصالحين”، فهذه الأدعية تعبر عن الغيرة على دين الله تعالى، وحب الخير للمسلمين.
فالدعاء بالثبات على الحق من الأعمال الصالحة التي تُعز الإسلام والمسلمين، وترفع كلمة الله تعالى، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ”.
6- الدعاء بالصبر والسلوان
من الأدعية المناسبة أيضًا للرد على عبارة “دوم يارب” هي الدعاء للمُتحدث بالصبر والسلوان، وذلك بالقول: “اللهم صبرك على قدرك”، أو “اللهم عوضه خيرًا عما فقده”، أو “اللهم اجعل له في كل ضيق مخرجًا”، فهذه الأدعية تعبر عن التعاطف مع المُتحدث ومواساته في حزنه أو فقدانه.
فالدعاء بالصبر والسلوان من الأعمال الصالحة التي تُخفف عن المُتحدث وطأة الابتلاء، وتُساعده على تجاوز محنته، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه”.
7- التذكير باليوم الآخر
من الطرق النافعة للرد على عبارة “دوم يارب” هي تذكير المُتحدث باليوم الآخر، وذلك بالقول: “اللهم اجعل عملنا خالصًا لوجهك”، أو “اللهم اجعل قبورنا روضة من رياض الجنة”، أو “اللهم لا تُمتنا إلا وأنت راضٍ عنا”، فهذه العبارات تعبر عن الاهتمام بالآخرة، والحرص على العمل الصالح الذي يُرضي الله تعالى.
فتذكير المسلم باليوم الآخر يُساعده على محاسبة نفسه، وتصحيح أعماله، والحرص على طاعة الله تعالى واجتناب معصيته، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أربع إذا ابتلين بهن العبد ابتلي بهن بحسن الخلق: الغنى، والصحة، والعافية، والشباب”.
إن عبارة “دوم يارب” من العبارات الشائعة التي تحمل معاني الرجاء والتضرع إلى الله تعالى، وهي تُستجاب بإذن الله تعالى إذا صحت النية، وخلص القلب، واستقام العبد على طاعة ربه، وفي هذا المقال ذكرنا بعض الأدعية والأذكار المناسبة للرد على هذه العبارة، والتي تعبر عن حسن الظن بالله تعالى، والثقة بتحقيق ما يُطلب منه، والتضرع إليه بأن يُيسر أمور المسلم ويُحقق له ما يتمناه.