الرد على نوم الهنا البغوي
المقدمة
نوم الهنا من الأمور التي شغلت بال كثير من الفقهاء والعلماء، حيث اختلفوا في حكمه، فمنهم من ذهب إلى منعه واعتباره بدعة، ومنهم من أجازه وقبله. وقد جمع الإمام البغوي آراء الفقهاء في هذه المسألة في كتابه “شرح السنة”.
تعريف نوم الهنا
نوم الهنا هو نوم يقع بعد صلاة العشاء وهو بمعنى السبات الطويل بدون فائدة وهو ضرر محض.
مذاهب الفقهاء في حكم نوم الهنا
1. مذهب الحنفية
ذهب الحنفية إلى منع نوم الهنا، وذلك لما فيه من تضييع للوقت وإضاعة للصلاة.
واستدلوا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “نوم القائلة من الشيطان”.
2. مذهب المالكية
أما المالكية فقد اختلفوا في حكم نوم الهنا، فذهب جمهورهم إلى منعه، وهو رواية ابن المواز عن مالك.
واستدلوا بحديث ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تناموا بعد العشاء حتى تصلوا ركعتين”.
3. مذهب الشافعية
ذهب الشافعية إلى جواز نوم الهنا، إلا أنهم كرهوه.
واستدلوا بحديث عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينام بعد العشاء، ثم يقوم آخر الليل يصلي.
4. مذهب الحنابلة
أما الحنابلة فقد اختلفوا في حكم نوم الهنا، فذهب جمهورهم إلى جوازه، وهو رواية ابن عباس عن أحمد.
واستدلوا بحديث أم سلمة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينام بعد العشاء، ويستيقظ آخر الليل يصلي.
5. مذهب الظاهرية
ذهب الظاهرية إلى منع نوم الهنا.
واستدلوا بحديث ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تناموا بعد العشاء حتى تصلوا ركعتين”.
6. مذهب الإباضية
ذهب الإباضية إلى جواز نوم الهنا.
واستدلوا بحديث عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينام بعد العشاء، ثم يقوم آخر الليل يصلي.
7. فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء
وقد أصدرت اللجنة الدائمة للإفتاء فتوى في هذه المسألة، جاء فيها: “نوم الهنا بعد صلاة العشاء مكروه، ومن تركه طلبًا للأجر والعمل بالهدى كان أفضل”.
أقوال العلماء في نوم الهنا
قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله: “نوم الهنا مكروه، ومن تركه طلبًا للأجر والعمل بالهدى كان أفضل”.
وقال ابن عثيمين رحمه الله: “نوم الهنا مكروه، فمن تركه فلا إثم عليه، ومن فعله فلا حرج عليه”.
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: “نوم الهنا مكروه، فمن تركه كان أفضل له وأحسن، ومن فعله فلا شيء عليه”.
خلاصة القول
يجوز نوم الهنا عند جمهور الفقهاء، إلا أنه مكروه عند الحنفية والمالكية. وقد أفتت اللجنة الدائمة للإفتاء بأن من تركه طلبًا للأجر والعمل بالهدى كان أفضل.