السينما في الدمام
نشأة السينما في الدمام
يعود تاريخ السينما في الدمام إلى أوائل القرن العشرين، حيث افتُتح أول دار سينما في المدينة عام 1927 باسم “سينما الجماهير”، والتي كانت بمثابة منارة ثقافية وفنية لأهالي الدمام.
وفي ستينيات القرن الماضي، شهدت مدينة الدمام تأسيس العديد من دور السينما الأخرى، منها “سينما الشرق” و”سينما الأهلي” و”سينما الريف”، والتي ساهمت في ازدهار المشهد السينمائي في المدينة.
ومع التقدم التكنولوجي وتغير العادات الثقافية، شهدت دور السينما في الدمام إغلاقًا تدريجيًا، حتى أصبحت “سينما الشرق” هي الوحيدة المتبقية في المدينة.
صالات السينما في الدمام
“سينما الشرق” هي دار السينما الوحيدة المتبقية في الدمام، وتقع في شارع الأمير محمد بن فهد، وتضم صالة عرض واحدة مجهزة بأحدث التقنيات السمعية والبصرية.
وتُعرض في “سينما الشرق” مجموعة متنوعة من الأفلام المحلية والعربية والعالمية، وتستضيف أيضًا العديد من الفعاليات الثقافية والفنية.
وفي عام 2020، افتُتح فرع جديد لـ”سينما الشرق” في مجمع “مول العرب”، والذي يضم ثلاث صالات عرض حديثة، مما يوفر خيارات أوسع من الأفلام والفعاليات للجماهير.
مهرجان الدمام السينمائي الدولي
انطلق مهرجان الدمام السينمائي الدولي لأول مرة في عام 2018، وهو مهرجان سينمائي سنوي يقام في مدينة الدمام.
ويُعد مهرجان الدمام السينمائي الدولي من أبرز الفعاليات الثقافية في المنطقة، حيث يجمع بين عروض الأفلام والورش السينمائية والندوات، بهدف تشجيع الإنتاج السينمائي المحلي والعربي.
وشهد المهرجان على مر السنين مشاركة العديد من الأفلام المحلية والعربية والعالمية، وحظي بإقبال جماهيري كبير.
دور السينما المستقلة
بالإضافة إلى دار السينما الرئيسية، يوجد في الدمام أيضًا العديد من دور السينما المستقلة، والتي تعرض مجموعة مختلفة من الأفلام ذات الطابع الفني والتجريبي.
ومن أبرز دور السينما المستقلة في الدمام: “سينما جاليري” و”سينما المركز الثقافي” و”سينما النور”، والتي تقدم تجربة سينمائية فريدة ومميزة.
وساهمت دور السينما المستقلة في الدمام في خلق مساحة ثقافية حيوية وتشجيع الإنتاج السينمائي المحلي.
السينما والهوية الثقافية
لعبت السينما دورًا مهمًا في تشكيل الهوية الثقافية لأهالي الدمام، حيث كانت وما زالت وسيلة ترفيه رئيسية، ونافذة على العالم.
وقد انعكس التراث الثقافي والاجتماعي لمدينة الدمام في العديد من الأفلام المحلية التي تم إنتاجها في المدينة، والتي عبرت عن هموم وتطلعات أهالي الدمام.
وتسعى دار السينما الوحيدة المتبقية في الدمام، وكذلك دور السينما المستقلة، إلى الحفاظ على إرث السينما في المدينة وتعزيز الهوية الثقافية لأهالي الدمام.
السينما والتعليم
تُستخدم السينما أيضًا في الدمام كأداة تعليمية، حيث تُعرض الأفلام الوثائقية والتعليمية في المدارس والجامعات.
وتلعب السينما دورًا مهمًا في تعزيز المعرفة والثقافة لدى الطلاب، وتساعدهم على فهم العالم من حولهم.
وتتعاون دور السينما في الدمام مع المؤسسات التعليمية لتوفير برامج تعليمية سينمائية، والتي تهدف إلى تطوير المهارات النقدية والتحليلية للطلاب.
السينما والاقتصاد
لصناعة السينما في الدمام تأثير اقتصادي مباشر وغير مباشر على المدينة، حيث توفر فرص عمل في مجالات الإنتاج والتوزيع والعرض.
كما تساهم السينما في تنشيط القطاعات الأخرى، مثل السياحة والضيافة، من خلال جذب الزوار لحضور المهرجانات السينمائية والعروض.
وتسعى مدينة الدمام إلى دعم صناعة السينما المحلية من خلال توفير الحوافز والمبادرات التي تشجع الاستثمار في الإنتاج السينمائي.
تُعد السينما جزءًا لا يتجزأ من المشهد الثقافي لمدينة الدمام، حيث لعبت دورًا محوريًا في توفير الترفيه والمعرفة وتعزيز الهوية الثقافية.
ومع وجود دور السينما المستقلة والمهرجانات السينمائية الدولية، تواصل السينما في الدمام التطور والتكيف مع المتغيرات العصرية، مما يجعلها وجهة مهمة لعشاق الفن السابع.
وتطمح مدينة الدمام إلى أن تصبح مركزًا مهمًا لصناعة السينما في المنطقة، ودعم المواهب المحلية وتعزيز التبادل الثقافي من خلال السينما.