الفصل الأول: فضل الصلاة على النبي أحمد وآله
تُعدُّ الصلاة على النبي محمد وآله من أفضل الأعمال وأجلِّها، وقد حثّ الله -تعالى- المسلمين على كثرة الصلاة على نبيهم في مواضع متعددة من القرآن الكريم، منها قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]، وفي هذا دليل على فضلها وعظيم أجرها.
أولاً: الصلاة على النبي سببٌ لدخول الجنة
لقد بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعظيم أجر الصلاة عليه في قوله: «أكثرُوا الصلاةَ عليَّ، فإنَّهُ مَن صلى عليَّ واحدةً صلَّى اللهُ عليهِ عشرًا»، وفي رواية أخرى: «فإنَّها تُكتبُ عشرًا، وتمحى عنكم عشرُ سيئاتٍ، وترفعُ لكم عشرُ درجاتٍ»، وفي هذا الحديث ترغيبٌ شديد في الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- لكونها سببًا من أسباب دخول الجنة، فإنَّ من صلَّى على النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر مراتٍ حطَّ الله عنه سبعين خطيئةً، ومُحيت عنه سبعون سيئةً، ورفع له سبعون درجةً.
ثانيًا: الصلاة على النبي سببٌ لشفاعته للمسلمين
إنَّ الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- سببٌ لشفاعته لأمته يوم القيامة، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «أكثِروا الصلاةَ عليَّ عند الكُربِ والشَّدائدِ فإنَّ صلاتَكم عليَّ تُفرِّجُ عنِّي»، وقال أيضًا: «من صلى عليَّ واحدةً صلى الله عليه عشراً، وحطَّ عنه عشر سيئات، وكتب له عشر حسنات، ورفع له عشر درجات، وكان له عندي شفاعة يوم القيامة»، وفي هذا دليل على أنَّ الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- سببٌ لشفاعته لأمته في الآخرة.
ثالثًا: الصلاة على النبي سببٌ لزيادة الرزق
إنَّ الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- سببٌ لزيادة الرزق، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «من صلى عليَّ في كلِّ يومٍ مائةَ مرَّةٍ، وسألني أعطيته، وإن سأل اللهَ الجنةَ أدخله الجنَّة»، وفي هذا دليل على أنَّ الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- سببٌ لزيادة الرزق، سواء كان رزقًا ماديًّا أو معنويًّا.
رابعًا: الصلاة على النبي سببٌ لدفع البلاء
إنَّ الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- سببٌ لدفع البلاء، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «ما من عبدٍ يُكثِرُ الصلاةَ عليَّ إلاَّ حفَّتهُ الملائكة، ولا يُتوفَّى إلاَّ وأنا عنده، ولا يُسئلُ عن شيءٍ بعدَ موتِهِ»، وفي هذا دليل على أنَّ الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- سببٌ لدفع البلاء، سواء كان بلاءً دينيًّا أو دنيويًّا.
خامسًا: الصلاة على النبي سببٌ لرفع الدرجات
إنَّ الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- سببٌ لرفع الدرجات في الآخرة، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «من صلى عليَّ واحدةً صلى الله عليه عشراً، وحطَّ عنه عشر سيئات، وكتب له عشر حسنات، ورفع له عشر درجات»، وفي هذا دليل على أنَّ الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- سببٌ لرفع الدرجات في الآخرة.
سادسًا: الصلاة على النبي سببٌ لتكفير الذنوب
إنَّ الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- سببٌ لتكفير الذنوب، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «من صلى عليَّ واحدةً صلى الله عليه عشراً، وحطَّ عنه عشر سيئات، وكتب له عشر حسنات»، وفي هذا دليل على أنَّ الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- سببٌ لتكفير الذنوب.
سابعًا: الصلاة على النبي سببٌ لقبول الدعاء
إن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- سبب لقبول الدعاء، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ اللهَ -تعالى- لا يردُّ دعاءً فيه الصلاةُ عليَّ»، وفي هذا دليل على أن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- سبب لقبول الدعاء.
الخاتمة
يُستفاد مما سبق أنَّ الصلاة على النبي محمد وآله من أعظم العبادات وأجلِّها، ولها فضائل وأجر عظيم، منها دخول الجنة وشفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- للمسلمين وزيادة الرزق ودفع البلاء ورفع الدرجات وتكفير الذنوب وقبول الدعاء، فينبغي للمسلمين الإكثار من الصلاة على نبيهم الكريم في كلِّ وقتٍ وحالٍ؛ لكي ينالوا هذه الفضائل العظيمة والأجر الجزيل.