الكعبة المُشرّفة
تقع الكعبة المشرّفة في قلب المسجد الحرام، في مدينة مكّة المكرّمة، وهي أول بيت وضع للناس، وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وهي قبلة المسلمين في صلاتهم، ومقصدهم في حجهم وعمرتهم، وأعظم مكان على وجه الأرض عند الله سبحانه وتعالى، ورمزٌ لوحدانية الله، وعلامةٌ على عبادة المسلمين له وحده لا شريك له، وقد شرّفها الله تعالى، وكرّمها بآيات كثيرة في القرآن الكريم، وأحاديث نبويّة شريفة.
فضائل الكعبة المشرّفة:
بيّن الله تعالى فضل الكعبة المشرفة في كتابه العزيز، وفي سنّة نبيه الكريم، ومن ذلك:
{|}
- ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم، ووصفها بأسماء كثيرة، منها البيت الحرام، والبيت العتيق، والبيت المعمور.
- جعلها الله تعالى قبلةً للمسلمين في صلاتهم، فهي اتجاه عباداتهم نحوها.
- شرّفها الله تعالى بأن جعلها مهبط الوحي على نبيّه إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام.
- جعلها الله تعالى حرماً آمناً، لا يحل فيه القتال ولا سفك الدماء.
- بارك الله تعالى في مكة المكرمة وحولها، وأغناها عن غيرها من البلاد.
تاريخ الكعبة المشرفة:
مرّت الكعبة المشرفة بتاريخ طويل، مرّ عليها فيه أحداث كثيرة، أهمها:
{|}
- بناها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، بأمر من الله تعالى، لتكون قبلةً للناس، ولتكون مركزاً لعبادتهم.
- رفعت قواعدها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، ودعوا الله تعالى أن يتقبل منهما هذا العمل.
- أمر الله تعالى نبيه إبراهيم عليه السلام أن يطوف بالكعبة، ويؤذن في الناس بالحج.
- جدّد بناء الكعبة المشرفة النبي إسماعيل عليه السلام، ثم جدّدها بعده قصي بن كلاب.
- بناها قريش على أساس إبراهيم عليه السلام، وكان ذلك قبل مولد النبي عليه الصلاة والسلام بخمس سنوات.
حرم الكعبة المشرفة:
حرم الكعبة المشرفة هو المكان المحيط بالكعبة المشرفة، ويحرم على المسلمين دخوله إلا في حالة الإحرام، وهو مقصود الحجاج والمعتمرين.
{|}
- يبدأ حرم الكعبة المشرفة من المسجد الحرام، ويمتد إلى ما حول المسجد الحرام من الجبال والآكام.
- يحرم على المسلمين دخول الحرم المكي إلا للإحرام بالحج أو العمرة.
- يجوز للمسلمين دخول الحرم المكي لأعمال أخرى غير الحج والعمرة، كالعمرة المندوبة.
كِسوة الكعبة المشرفة:
{|}
كِسوة الكعبة المشرفة هي الغطاء الذي يغطى به الكعبة المشرفة، وتصنع من الحرير الأسود، وتطرز بخيوط الذهب والفضة، وتجدّد كل عام.
- تصنع كِسوة الكعبة المشرفة في مصنع خاص في المملكة العربية السعودية.
- تتكون كِسوة الكعبة المشرفة من قطعة واحدة، طولها حوالي 14 متراً، وعرضها حوالي 12 متراً.
- يزن كِسوة الكعبة المشرفة حوالي 650 كيلوغراماً.
حجر الأسود:
حجر الأسود هو حجر أسود اللون يقع في الركن الشرقي للكعبة المشرفة، وهو من أهم معالم الكعبة المشرفة.
- يُعتقد أن حجر الأسود نزل من الجنّة، وأنه كان أبيض اللون، لكنه اسودّ بسبب خطايا الناس.
- يتبّرك المسلمون بحجر الأسود، ويستلمونه عند الطواف.
- استُلّ حجر الأسود من مكانه بسبب السيول والفيضانات، وأُعيد إلى مكانه في عهد الخليفة العثماني مراد الرابع.
الطواف حول الكعبة المشرفة:
الطواف حول الكعبة المشرفة هو أحد أركان الحج والعمرة، وهو عبارة عن الدوران حول الكعبة المشرفة سبع مرات.
- يبدأ الطواف من الحجر الأسود، وينتهي عنده.
- يسن للمسلم أن يطوف حول الكعبة المشرفة وهو معتمر أو حاج.
- يجوز للمسلم أن يطوف حول الكعبة المشرفة في أي وقت من السنة.
الحج إلى الكعبة المشرفة:
الحج إلى الكعبة المشرفة هو ركن من أركان الإسلام، ويجب على كل مسلم مستطيع أن يحج إلى الكعبة المشرفة مرة واحدة في حياته.
- يبدأ الحج من الإحرام من الميقات المحدد.
- يقصد الحجاج إلى الكعبة المشرفة في يوم التروية.
- يقضي الحجاج في منى أيام التشريق.
{|}
ختاماً، فإن الكعبة المشرفة هي أعظم مكان على وجه الأرض، ورمز لوحدانية الله تعالى، وقد شرفها الله تعالى بفضائل كثيرة، وجعلها قبلة المسلمين في صلاتهم، ومقصدهم في حجهم وعمرتهم، ولها تاريخ طويل وحافل بالأحداث، وقد جددها المسلمون على مر العصور، وحملوا مسؤولية خدمتها بكل جهد.