اللهم اجعلنا ممن عفوت عنهم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اجعلنا ممن عفوت عنهم، وارحمتك الواسعة تغشانا، واجعلنا من عتقائك من النار، آمين يا رب العالمين.
فضل العفو عند الله
العفو عند الله من الفضائل العظيمة التي يتحلى بها، فالله تعالى يحب العفو ويحب من يتخلق بهذه الخصلة، قال تعالى: ﴿وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: 134].
ومن فضل العفو عند الله أنه سبب لدخول الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من كظم غيظه، وأعف عن قدرته، كتب الله له مائة درجة، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء والأرض”.
والعفو عند الله سبب لغفران الذنوب، قال تعالى: ﴿وَاعْفُ عَنَّا إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [غافر: 7].
أسباب العفو عند الله
هناك أسباب كثيرة للعفو عند الله، منها:
التوبة النصوح: فإذا تاب العبد إلى الله تعالى من ذنوبه النصوح، غفر الله له ذنوبه جميعاً، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222].
الإحسان إلى الآخرين: فمن أحسن إلى الآخرين، وأسدى إليهم المعروف، غفر الله له ذنوبه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة”.
الصبر على المصائب: فمن صبر على المصائب التي تصيبه، ولم يتسخط على الله تعالى، غفر الله له ذنوبه، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ صَبَرُوا عَلَى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ﴾ [آل عمران: 17].
كيفية العفو عند الله
لكي يتحلى العبد بخلق العفو، عليه أن يتبع الخطوات التالية:
تذكر عفو الله تعالى وكرمه: فعندما يتذكر العبد عفو الله تعالى وكرمه، يسهل عليه أن يعفو عن غيره.
التأمل في نتائج العفو: فالعفو عند الله سبب لدخول الجنة، وغفران الذنوب، وراحة القلب.
مجاهدة النفس: فعلى العبد أن يجاهد نفسه حتى يتحلى بخلق العفو، وذلك عن طريق كظم الغيظ، وحبس اللسان عن الكلام السيئ.
أهمية العفو في المجتمع
العفو في المجتمع له أهمية كبيرة، فهو:
يحقن الدماء: فالعفو عند الله يمنع وقوع الكثير من المشاكل والنزاعات، وبالتالي يحقن الدماء.
يصلح ذات البين: فالعفو عند الله يصلح ذات البين بين المتخاصمين، ويعيد إليهم المحبة والألفة.
ينشر المحبة والسلام: فالعفو عند الله ينشر المحبة والسلام في المجتمع، ويجعل الناس يعيشون في أمن واطمئنان.
العفو عند الله في القرآن الكريم
ورد ذكر العفو عند الله في القرآن الكريم في العديد من الآيات، منها:
قال تعالى: ﴿وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: 134].
وقال تعالى: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ﴾ [النحل: 126].
وقال تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ﴾ [المؤمنون: 96].
العفو عند الله في السنة النبوية
حث النبي صلى الله عليه وسلم على العفو في العديد من الأحاديث، منها:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من كظم غيظه، وأعف عن قدرته، كتب الله له مائة درجة، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء والأرض”.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة”.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “الخلق عيال الله، فأحب الخلق إلى الله، أنفعهم لعياله”.
خاتمة
إن العفو عند الله من الفضائل العظيمة التي يتحلى بها، وهو سبب لدخول الجنة، وغفران الذنوب، وراحة القلب، والمجتمع الذي ينتشر فيه العفو هو مجتمع آمن مطمئن، يحب الله أهله ويحبونه.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن عفوت عنهم، وأن يغفر لنا ذنوبنا، وأن يرزقنا قلوباً عفيفة طاهرة.