اللهم اختر لنا ولا تخيرنا
يقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “اللهم اختر لنا ولا تخيرنا، فإنك إذا اخترت لنا اخترت لنا الأفضل”. وهذا الدعاء هو من أفضل الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها ربه، ففيه تفويض الأمر لله تعالى، واعتراف بأن الله هو الأعلم بما يصلح لعباده، وأنه لا يختار لهم إلا ما فيه خيرهم وصلاحهم.
أسباب الأمر بتفويض الاختيار لله تعالى
هناك العديد من الأسباب التي تدعو المسلم إلى تفويض اختياراته إلى الله تعالى، منها:
- إن الله تعالى هو الأعلم بما يصلح لعباده، وهو الحكيم الذي لا يفعل إلا ما فيه خيرهم.
- أن المسلم قد لا يكون لديه الحكمة الكافية لاختيار الأفضل له في كل الأحوال، وقد يغتر بالظواهر ويختار ما هو شر له.
- أن تفويض الاختيار لله تعالى فيه راحة للمسلم، فهو لا يتحمل عبء التفكير في عواقب الأمور، ولا يحزن إذا فاته شيء، لأنه يعلم أن الله قد اختار له الأفضل.
فوائد تفويض الاختيار لله تعالى
يفوز المسلم بالعديد من الفوائد عندما يفوض اختياراته إلى الله تعالى، منها:
- راحة البال والطمأنينة، فهو لا يحزن على ما فاته، ولا يقلق بشأن المستقبل، لأن الله هو الكفيل برعايته وتدبير أموره.
- بركة الرزق، فإن الله يبارك في رزق من يفوض أمره إليه، ويعطيه من حيث لا يحتسب.
- تحقيق الأهداف والغايات، فإن الله إذا اختار لعبده فإن اختياره له هو الأفضل، وهو الذي يحقق له أهدافه وغاياته.
أمثلة على تفويض الاختيار لله تعالى
هناك العديد من الأمثلة على تفويض الاختيار لله تعالى، منها:
- اختيار الزوج أو الزوجة، حيث أن هذا الأمر من أهم الأمور في حياة المسلم، ومن الأفضل أن يفوض أمره إلى الله تعالى، ويستخيره في اختيار الزوج أو الزوجة.
- اختيار المهنة أو العمل، حيث أن هذا الأمر له تأثير كبير على حياة المسلم، ومن الأفضل أن يفوض أمره إلى الله تعالى، ويستخيره في اختيار المهنة أو العمل.
- اختيار المسكن، حيث أن هذا الأمر من الأمور المهمة في حياة المسلم، ومن الأفضل أن يفوض أمره إلى الله تعالى، ويستخيره في اختيار المسكن.
كيف يفوض المسلم اختياراته إلى الله تعالى
هناك العديد من الطرق التي يمكن للمسلم أن يفوض بها اختياراته إلى الله تعالى، منها:
- الدعاء إلى الله تعالى، حيث أن الدعاء هو من أفضل العبادات، ويمكن للمسلم أن يدعو الله تعالى بكل ما يشاء، ويفوض إليه اختياراته.
- الاستخارة، وهي من السنن النبوية، ويمكن للمسلم أن يستخير الله تعالى في أي أمر من أمور دينه ودنياه.
- التوكل على الله تعالى، وهو من أهم أركان الإيمان، ويمكن للمسلم أن يتوكل على الله تعالى في كل أموره، ويفوض إليه اختياراته.
آثار تفويض الاختيار لله تعالى
يفوز المسلم بالعديد من الآثار الإيجابية عندما يفوض اختياراته إلى الله تعالى، منها:
- تحقيق السعادة والطمأنينة، فإن المسلم الذي يفوض اختياراته إلى الله تعالى يعيش في سعادة وراحة بال، لأنه يعلم أن الله هو الكفيل بحفظه ورعايته.
- تحقيق النجاح والتوفيق، فإن المسلم الذي يفوض اختياراته إلى الله تعالى يوفق في حياته، ويساعده الله تعالى على تحقيق أهدافه وغاياته.
- دخول الجنة، فإن المسلم الذي يفوض اختياراته إلى الله تعالى يدخل الجنة، وينعم برضا الله تعالى.
الخاتمة
إن تفويض الاختيار لله تعالى هو من أهم العبادات التي يمكن للمسلم أن يتقرب بها إلى الله تعالى، وهو السبيل إلى تحقيق السعادة والطمأنينة والنجاح في الدنيا والآخرة. نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى تفويض اختياراتنا إليه، وأن يختار لنا الأفضل في كل أمورنا.