اللهم ارزقنا حبك
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
{|}
فإن من أعظم الأدعية التي يمكن أن يدعو بها العبد ربه، أن يرزقه حب الله تعالى، فحب الله من أعظم وأشرف المراتب التي ينالها العبد، وهو من أعظم نعم الله على عباده المؤمنين.
فضل حب الله تعالى
{|}
ولحب الله تعالى فضائل كثيرة، منها:
- أن حب الله تعالى من أفضل العبادات، وهو من أعلى درجات القرب منه سبحانه وتعالى.
- أن حب الله تعالى يوجب محبة العبد للأنبياء والمرسلين والصحابة والتابعين، ويوجب له حب كل ما يحبه الله تعالى، وحب كل ما يقربه إليه.
- أن حب الله تعالى يوجب للعبد محبة الله تعالى له، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبدا نادى جبريل: إني أحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض.” (رواه البخاري)
{|}
طرق تحصيل حب الله تعالى
{|}
ومن أراد أن يحصل على حب الله تعالى، فعليه أن يسلك الطرق التي أوصلت المحبين إلى محبته، ومن هذه الطرق:
- معرفة الله تعالى: فكلما ازداد العبد معرفة بالله تعالى، ازداد حبه له، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحبني أكثر مما يحب ولده ووالده والناس أجمعين.” (رواه البخاري)
- طاعة الله تعالى: فطاعة العبد لأوامر الله تعالى واجتنابه لنواهيه من أعظم ما يوصل العبد إلى حب الله تعالى، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار.” (رواه البخاري)
- ذكر الله تعالى: فالإكثار من ذكر الله تعالى في كل وقت وحين، من أعظم ما يوصل العبد إلى حب الله تعالى، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن لله تعالى ملائكة سياحين يطوفون في الطرق، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تعالى تنادوا: هلموا إلى حاجتكم، فيقعدون معهم ويذكرون الله تعالى معهم، فإذا قاموا تبعوهم بأجنحتهم إلى السماء، فيقول الله تعالى لهم: ماذا قال عبادي؟ فيقولون: قالوا سبحانك اللهم وبحمدك، فيقول: وهل رأوني؟ فيقولون: لا، فيقول: فكيف لو رأوني؟ فيقولون: لو رأوك لكانوا أشد لك تسبيحا وحمدا، فيقول: فماذا سألوني؟ فيقولون: سألوك الجنة، فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا، فيقول: فكيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها لكانوا أشد عليها حرصا، فيقول: فمن أي شيء استعاذوا؟ فيقولون: استعاذوا من النار، فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا، فيقول: فكيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها لكانوا أشد منها فرارا، فيقول: أشهدكم أني قد غفرت لهم.” (رواه الترمذي)
مراتب حب الله تعالى
وحب الله تعالى له مراتب، منها:
- حب الإحسان: وهو أن يحب العبد لله تعالى ما يحب لنفسه، ويكره لله تعالى ما يكره لنفسه.
- حب الفضل: وهو أن يحب العبد لله تعالى ما يحب لأوليائه وأحبائه، ويكره لله تعالى ما يكره لأوليائه وأحبائه.
- حب العبودية: وهو أن يحب العبد لله تعالى ما يحب لمولاه وسيده، ويكره لله تعالى ما يكره لمولاه وسيده.
علامات حب الله تعالى
ومن علامات حب الله تعالى للعبد:
- أن يرزقه الله تعالى التوفيق لطاعته، ويبعده عن معصيته.
- أن يرزقه الله تعالى محبة أوليائه وأحبائه.
- أن يرزقه الله تعالى محبة ما يحبه الله تعالى، وكراهية ما يكره الله تعالى.
ثمار حب الله تعالى
ومن ثمار حب الله تعالى للعبد:
- أن يرزقه الله تعالى منازل الأبرار في الجنة.
- أن يرزقه الله تعالى شفاعة الأنبياء والمرسلين.
- أن يرزقه الله تعالى رضوانه وجنته.
دعاء حب الله تعالى
ومن أفضل الأدعية التي يمكن أن يدعو بها العبد ربه، أن يرزقه حب الله تعالى، ومن هذه الأدعية:
- “اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك، وحب العمل الذي يقربنا إلى حبك.”
- “اللهم اجعل حبك أحب إلينا من أنفسنا وأهلنا والماء البارد.”
- “اللهم أذقنا حلاوة محبتك، واجعلها أنس قلوبنا وقرة أعيننا.”
الخاتمة
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حب الله تعالى وحب ما يحبه، وأن يجعلنا من عباده المحبين له الصادقين في محبته.