اللهم أروي قلوبنا
اللهم أروي قلوبنا الناشفة بفيض رحمتك، واشرح صدورنا بأنوار هدايتك، وأحي فينا روح الإيمان بالكلمات الطيبات والأعمال الصالحة.
فضل تلاوة القرآن الكريم
إن تلاوة القرآن الكريم تروي القلوب وتحفظها من القسوة والضلال، قال تعالى: “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ”(الإسراء: 82).
ففي تلاوة القرآن سكينة للنفوس وهداية للقلوب، قال تعالى: “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۚ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”(الرعد:28).
والمداومة على تلاوة القرآن وتحفظه تساعد على حفظ القلوب من الفتن والشبهات، قال تعالى: “إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ”(الزخرف:44).
ذكر الله تعالى
إن ذكر الله تعالى يروي القلوب ويشرح الصدور، قال تعالى: “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۚ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”(الرعد:28).
فالذكر يطرد الشياطين ويحفظ العبد من الفتن والشهوات، قال تعالى: “فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ”(البقرة:152).
ويساعد الذكر على تقوية الإيمان وزيادة اليقين والتسليم لله تعالى، قال تعالى: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ”(الأنفال:2).
الصلاة
إن الصلاة تروي القلوب وتزيل الكرب والهموم، قال تعالى: “أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”(الرعد:28).
ففي الصلاة يلتقي العبد بربه ويكون أقرب ما يكون إليه، قال تعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ”(البقرة:186).
والصلاة تساعد على تنقية القلب من الذنوب والخطايا، قال تعالى: “أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي”(طه:14).
الدعاء
إن الدعاء يروي القلوب ويرفع البلاء، قال تعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ”(البقرة:186).
فالدعاء هو سلاح المؤمن، وهو وسيلة للتواصل مع الله تعالى، قال تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ”(غافر:60).
والدعاء يساعد على تفريج الهموم وإزالة الكرب، قال تعالى: “وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا”(يونس:12).
الصدقة
إن الصدقة تروي القلوب وتزيد من الرزق، قال تعالى: “وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ”(البقرة:272).
ففي الصدقة تطهير للنفس وترقيق للقلب، قال تعالى: “خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا”(التوبة:103).
والصدقة تساعد على دفع البلاء وإزالة المكاره، قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”(البقرة:274).
صلة الرحم
إن صلة الرحم تروي القلوب وتزيد في العمر، قال تعالى: “وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ”(الأحزاب:6).
في صلة الرحم تقوية للعلاقات وصلة للأواصر، قال تعالى: “وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلْتُمْ بِهِ وَالْأَرْحَامَ”(النساء:1).
وصلة الرحم سبب لدخول الجنة ورضا الله تعالى، قال تعالى: “مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا”(النساء:147).
الخوف من الله تعالى
إن الخوف من الله تعالى يروي القلوب ويردع عن المعاصي، قال تعالى: “وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ”(البقرة:231).
ففي الخوف من الله تعالى وقاية من الوقوع في المعاصي والذنوب، قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ”(فاطر:18).
ويساعد الخوف من الله تعالى على تثبيت القلب وتقوية الإيمان، قال تعالى: “أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”(الرعد:28).
الخاتمة
اللهم أروي قلوبنا الناشفة بفيض رحمتك، واشرح صدورنا بأنوار هدايتك، وأحي فينا روح الإيمان بالكلمات الطيبات والأعمال الصالحة.
فإن تلاوة القرآن الكريم وذكر الله تعالى والصلاة والصدقة وصلة الرحم والخوف من الله تعالى كل ذلك من أسباب ري القلوب وتسليتها وهدايتها إلى الصراط المستقيم.
فنسأل الله تعالى أن يروي قلوبنا بطاعته، وأن يثبتنا على دينه، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه ولي ذلك والقادر عليه.