بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اغنني بحلالك عن حرامك
أهمية الاستغناء عن الحرام
{|}
إن الاستغناء عن الحرام من الأمور المهمة جدًا في حياة المسلم، فهو يجنبه الوقوع في المعاصي والذنوب التي تغضب الله تعالى، وتسبب له العذاب في الدنيا والآخرة. كما أن الاستغناء عن الحرام يحفظ للمسلم ماله ووقته وعرضه وكرامته، ويجعله في مأمن من شرور الناس ومكائدهم.
وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الاستغناء عن الحرام بقوله: “المسلم القوي خير من المسلم الضعيف”، وقوله: “من استغنى بحلال الله تعالى عن حرامه رزقه الله عز وجل من حيث لا يحتسب”.
ويمكن للمسلم أن يستغني عن الحرام بطرق عديدة منها: الرضا بما قسمه الله له، وعدم التطلع إلى ما عند غيره، والعمل الجاد لإعالة نفسه وأسرته، والابتعاد عن المجالس التي يكثر فيها الحديث عن الحرام.
فضل الاستغناء عن الحرام
للاستغناء عن الحرام فضل كبير عند الله تعالى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من استغنى بحلال الله تعالى عن حرامه أجاره الله من شح نفسه، وبلغه منتهى أمله، ورزقه الله عز وجل من حيث لا يحتسب”.
وذكر العلماء أن من فضائل الاستغناء عن الحرام: أنه يجعل المسلم أكثر إيمانًا بالله تعالى، وأكثر توكلًا عليه، وأكثر رضا بقسمته، وأكثر سعادة في حياته، وأكثر أمانًا من شرور الناس.
{|}
كما أن الاستغناء عن الحرام من علامات حسن الخاتمة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما استغنى عبد بحلال عن حرام قط إلا وجبت له الجنة”.
طرق الاستغناء عن الحرام
هناك العديد من الطرق التي يمكن للمسلم أن يستغني بها عن الحرام، ومن أهمها:
1- الرضا بما قسمه الله تعالى: فالله تعالى هو الذي يرزق العباد وهو وحده الذي يعلم ما فيه خير لهم، فمن رضي بما قسمه الله له، واستغنى بحلال الله عن حرامه، رزقه الله من حيث لا يحتسب.
{|}
2- عدم التطلع إلى ما عند غيره: فمن تطلع إلى ما عند غيره، ورام الحصول عليه بطرق غير مشروعة، فقد وقع في الحرام، وابتعد عن طريق الاستغناء.
3- العمل الجاد: فالعمل الجاد من أهم أسباب الاستغناء عن الحرام، فمن عمل بجد واجتهاد، ورزق الله تعالى من فضله، لم يحتج إلى الحرام، ولا إلى سؤال الناس.
4- الابتعاد عن المجالس التي يكثر فيها الحديث عن الحرام: فمجالس الحرام تدفع إلى الحرام، وتجعل النفس تميل إليه، فمن أراد الاستغناء عن الحرام، فعليه أن يبتعد عن هذه المجالس.
5- مجالسة الصالحين: فمجالسة الصالحين، وطلب العلم منهم، تورث حب الحلال، والزهد في الحرام، وتقوي النفس وتساعدها على الاستغناء.
{|}
6- الدعاء إلى الله تعالى: فالدعاء إلى الله تعالى من أهم أسباب الاستغناء عن الحرام، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من استغنى بحلال الله تعالى عن حرامه رزقه الله عز وجل من حيث لا يحتسب”.
7- التوكل على الله تعالى: فمن توكل على الله تعالى، وأيقن أنه هو الرزاق، استغنى بحلاله عن حرامه، ورزقه الله من حيث لا يحتسب.
آثار الاستغناء عن الحرام
للاستغناء عن الحرام آثار طيبة على المسلم في دنياه وآخرته، ومن أهم هذه الآثار:
1- حفظ المال: فمن استغنى بحلال الله عن حرامه، حفظ ماله من الحرام، وأصبح ماله حلالاً طيبًا.
2- حفظ الوقت: فمن استغنى بحلال الله عن حرامه، حفظ وقته من الحرام، وأصبح وقته حلالاً طيبًا.
3- حفظ العرض: فمن استغنى بحلال الله عن حرامه، حفظ عرضه من الحرام، وأصبح عرضه حلالاً طيبًا.
4- حفظ الكرامة: فمن استغنى بحلال الله عن حرامه، حفظ كرامته من الحرام، وأصبحت كرامته حلالاً طيبة.
5- السلامة من شرور الناس: فمن استغنى بحلال الله عن حرامه، سلم من شرور الناس، وأمن مكرهم وخبثهم.
6- زيادة الإيمان بالله تعالى: فمن استغنى بحلال الله عن حرامه، زاد إيمانه بالله تعالى، وأيقن أنه هو الرزاق، وأنه هو وحده الذي يملك الغنى والفقر.
7- زيادة التوكل على الله تعالى: فمن استغنى بحلال الله عن حرامه، زاد توكله على الله تعالى، وأيقن أنه هو وحده الذي يرزق العباد، وأنه هو وحده الذي يعطي ويمنع.
فضل الله تعالى على عباده
فضل الله تعالى على عباده كثير لا يحصى، ومن أعظم فواضله ونعمه على عباده: أنه أباح لهم الحلال، وحرم عليهم الحرام، قال تعالى: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقִיَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ.
وقد جعل الله تعالى الحلال طيباً مباركاً، والحرام خبيثاً ملعوناً، قال تعالى: وَأُحِلَّ لَكُمْ طَيِّبَاتُ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ، وقال تعالى: إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.
وإن من أعظم نعم الله تعالى على عباده: أنه أنعم عليهم بمحمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وإمام المتقين، قال تعالى: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ.
شكر الله تعالى على نعمه
{|}
إن شكر الله تعالى على نعمه من أعظم الواجبات التي يجب على المسلم القيام بها، قال تعالى: إِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَكَافِرُونَ،