اللهم اغنني بحلالك عن حرامك
إن الله عز وجل هو الغني الحميد، وهو الرزاق الذي بيده أرزاق جميع خلقه، وهو القادر على أن يرزق عباده من حيث لا يحتسبون، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2-3].
وقد أمرنا الله تعالى بالدعاء له بالرزق الحلال، فقال تعالى: ﴿اللهم اغنني بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك﴾. ففي هذا الدعاء خير كثير، وفيه عصمة من الوقوع في الحرام، وفيه غنى القلب والبدن.
فضائل الدعاء بالرزق الحلال
للدعاء بالرزق الحلال فضائل كثيرة، منها:
أنه سبب لغنى القلب والبدن، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2-3].
أنه عصمة من الوقوع في الحرام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من وسع الله عليه في رزقه فليوسع على عياله”.
أنه سبب لراحة البال وطمأنينة القلب، قال تعالى: ﴿وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق: 3].
آداب الدعاء بالرزق الحلال
ينبغي للمسلم أن يتأدب في دعائه بالرزق الحلال، وذلك بأن:
يكون على يقين بأن الله هو الرزاق، وأن الرزق بيده وحده، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ﴾ [فاطر: 15].
أن يدعو الله تعالى بكثرة وإلحاح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أكثر من الدعاء فإنه مفتاح الفرج”.
أن يتضرع إلى الله تعالى ويتواضع بين يديه، قال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: 55].
أسباب الرزق الحلال
هناك أسباب كثيرة للرزق الحلال، منها:
التقوى والعمل الصالح، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2-3].
الكسب الحلال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كسب مالا حلالا طيبا، ثم تصدق به ابتغاء وجه الله عز وجل، طهر ماله وزكا حسبه، وارتفع في الجنة إلى درجة عالية”.
الرضا بما قسم الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يرضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا”.
آثار الرزق الحلال
للرزق الحلال آثار كثيرة على حياة المسلم، منها:
أن الرزق الحلال طيب مبارك، قال تعالى: ﴿وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا﴾ [المائدة: 88].
أن الرزق الحلال يزيد في البركة والصحة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المال السحت يمحق صاحبه”.
أن الرزق الحلال سبب لراحة البال وطمأنينة القلب، قال تعالى: ﴿وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق: 3].
وقاية الله تعالى لعباده من الحرام
ووقاية الله لعباده من الحرام من أعظم نعم الله عليهم، فالحرام مضر بدين المسلم ودنياه، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ﴾ [غافر: 28].
وقد جعل الله تعالى لعباده من الوقايات من الحرام كثيرا، منها:
العقل والفطرة السليمة التي تميز بين الحلال والحرام.
الشرع الحكيم الذي يحرم الحرام ويوجب الحلال.
الملائكة الذين يحرسون المسلم ويمنعونه من الوقوع في الحرام.
فضل الله تعالى على عباده
وإذا تأمل المسلم في فضائل الرزق الحلال ووقاية الله لعباده من الحرام، عرف عظم نعمة الله عليه، وعلم أنه لا يستطيع أن يحصي نعم الله عليه، قال تعالى: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ [إبراهيم: 34].
فعلى المسلم أن يشكر الله تعالى على نعمه وأن يدعوه بالرزق الحلال وأن يقيضه من الحرام، وأن يعينه على طاعته وعبادته.
إن الله تعالى هو الرزاق الذي بيده أرزاق جميع خلقه، وهو الذي يغنينا بحلاله عن حرامه. وقد أمرنا الله تعالى بالدعاء له بالرزق الحلال، ووعدنا بأنه سيستجيب دعاءنا. فاللهم اغننا بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك.