اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت
مقدمة
إنّ عبارة “اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت” هي عبارةٌ عظيمةٌ تجمعُ بين التوحيد والعبودية والدعاء، وهي من أسمى العبارات التي يُمكن المُسلم أن يُناجي بها خالقه، وهي مأخوذةٌ من الآية الكريمة: قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ [الأنعام: 91].
{|}
معنى التوحيد
إنّ التوحيد هو أساسُ الدين الإسلامي، وهو يعني الإيمان بأنّ الله تعالى هو الإلهُ الواحدُ الأحد، وأنهُ لا شريك لهُ في الألوهية، ولا في الربوبية، ولا في الأسماء والصفات، وأنّهُ هو المُوجدُ لكلّ شيءٍ، والمُدبرُ لكلّ أمرٍ، والمُتصرفُ في كلّ شأنٍ، وأنّهُ لا يَستحق العبادة إلا هو وحدهُ.
ومن الأدلة على التوحيد قوله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص: 1-4].
وإنّ الإيمان بالتوحيد يُوجبُ على المُسلم أن يُخلصَ العبادة لله تعالى وحدهُ، وأن يُطيع أوامرهُ وينتهي عن نواهيهِ، وأن يُحبَّهُ ويخشاهُ ويرجوهُ.
معنى العبودية
إنّ العبودية لله تعالى تعني الإذلالُ والتسليمُ لله تعالى، والإقرارُ بعبوديتهِ، وأنّه المالكُ المُتصرفُ في كل شيءٍ، وأنّهُ هو الذي يجبُ طاعتهُ وحدهُ، وأنّهُ هو المُستحقُ للعبادة وحدهُ.
ومن الأدلة على العبودية لله تعالى قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل: 90].
وإنّ الإيمان بالعبودية لله تعالى يُوجبُ على المُسلم أن يُحِبَّ الله تعالى، وأن يُطيعهُ ويُذعنَ لأوامرهِ، وأن يُتقيهِ ويُخشاهُ، وأن يُتوكل عليهِ في كلّ أمُورهِ.
معنى الدعاء
{|}
إنّ الدعاء هو طلبُ العبدِ من الله تعالى شيئًا ما، وهو من أعظم العبادات، وهو عبادةٌ مُستقلةٌ بذاتها، ويُمكن للمُسلم أن يدعو الله تعالى في أيّ وقتٍ وفي أيّ مكانٍ، ويُمكنهُ أن يدعو بما شاءَ من أمُورِ الدنيا والآخرةِ.
ومن الأدلة على مشروعية الدعاء قوله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر: 60].
وإنّ الدعاء يُوجبُ على المُسلم أن يُخلصَ لله تعالى، وأن يُحِبّهُ ويتوكل عليهِ، وأن يُيقنَ بأنّهُ قادرٌ على كلّ شيءٍ، وأنهُ سُبحانهُ وتعالى لا يُضيعُ دعاءً دعا بهِ عبدٌ مُؤمنٌ.
{|}
فضل الدعاء
إنّ للدعاء فضلاً عظيمًا، ومن فضائلهِ:
- الدعاءُ هو عبادةٌ، وهو من أفضل القُرباتِ إلى الله تعالى.
- الدعاءُ سببٌ في استجابة الله تعالى لدعوةِ العبدِ.
- الدعاءُ سببٌ في رفع البلاءِ وكشفِ الهمِّ.
- الدعاءُ سببٌ في جلبِ الرزقِ.
- الدعاءُ سببٌ في حصولِ العبدِ على محبةِ الله تعالى.
آداب الدعاء
إنّ للدعاء آدابًا، ومن آدابهِ:
- إخلاصُ النية لله تعالى.
- التضرعُ والخشوعُ.
- حُسنُ الظنِ بالله تعالى.
- عدمُ الاستعجالِ في الاستجابةِ.
- دعاءُ المُسلمِ لأخيهِ بظهرِ الغيبِ.
مراتبُ الدعاءِ
إنّ للدعاءِ مراتبَ، ومن مراتبهِ:
{|}
- الدعاءُ بحُصولِ الخيرِ.
- الدعاءُ بدفعِ الشرِ.
- الدعاءُ بالتوفيقِ لفعلِ الطاعاتِ.
- الدعاءُ بأن يُرزقَ العبدُ الشهادةَ.
- الدعاءُ بأن يُرزقَ العبدُ الجنَّةَ.
{|}
خاتمة
إنّ عبارة “اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت” هي عبارةٌ عظيمةٌ تجمعُ بين التوحيد والعبودية والدعاء، وهي من أسمى العبارات التي يُمكن المُسلم أن يُناجي بها خالقه، وهي مأخوذةٌ من الآية الكريمة: قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ [الأنعام: 91].