بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم إنك حسبي ووكيلي وقوتي
مقدمة
إن من أعظم ما يُدعى به، وأبلغ ما يقال في التوكل على الله تعالى، هذا الدعاء الجليل، الذي جمع بين معاني التوكل والتفويض والاعتماد على الله وحده، وهو قول العبد: “اللهم إنك حسبي ووكيلي وقوتي”.
معنى حسبي
معنى “حسبي” أي كافيني، والله تعالى وحده هو الكافي لعبده، فهو الغني عن العالمين، القادر على كل شيء، الذي بيده خزائن السماوات والأرض، يقول الله تعالى: وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ نَصِيرًا (النساء: 45).
معنى وكيل
ومعنى “وكيل” أي حافظ وكافل، والوكيل هو من يوكل إليه أمرٌ فيقوم به، والله تعالى هو الوكيل على عباده، والكفيل لهم برزقهم وحفظهم ودفع كل سوء عنهم، يقول الله تعالى: وَهُوَ الْوَكِيلُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ (الشورى: 6).
معنى قوتي
ومعنى “قوتي” أي قوتي وكفايَتي، والله تعالى هو الغني الذي لا يحتاج إلى شيء، القوي الذي لا يغَلبه أحد، فهو قوتُ عباده ونِعمتهم، يقول الله تعالى: وَكَفَىٰ بِاللَّهِ قُوَّةً (البقرة: 165).
أهمية التوكل على الله
التوكل على الله من أهم العبادات وأعظمها، وهو أساس الدين وركيزته، فمن توكل على ربه وحده لا يخاف فقرًا ولا ذلاً ولا مرضًا ولا موتًا، فالله تعالى هو الرزاق وهو الشافي وهو المعافي وهو المحيي وهو المميت، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا” (سنن ابن ماجه).
فضائل التوكل على الله
للتوكل على الله فضائل عديدة، منها:
– طمأنينة القلب وسكينة النفس.
– جلب الرزق ودفع الفقر.
– دفع الخوف والقلق والحزن.
– العصمة من الذل والمهانة.
– سلامة الدين والدنيا والآخرة.
آداب التوكل على الله
لتحقيق التوكل على الله وتحقيق فضائله، لا بد من مراعاة آدابه، وهي:
– الإيمان المطلق بالله تعالى.
– اليقين بقضائه وقدره.
– الرضا بما قسم الله تعالى.
– السعي في طلب الرزق الحلال.
– الدعاء إلى الله تعالى بالتوفيق والسداد.
أثر التوكل على الله على الفرد والمجتمع
للتوكل على الله أثر عظيم على الفرد والمجتمع، ومن ذلك:
– تقوية الإيمان بالله تعالى.
– غرس روح التعاون والإخاء بين الناس.
– إعمار الأرض وبناء الحضارات.
– تحقيق السعادة والرفاهية في المجتمع.
التوكل على الله في الشدائد
في أوقات الشدائد والمحن، يكون التوكل على الله هو ملاذ المؤمن ونجاته، ففي هذه الأوقات يظهر أثر التوكل جليًا في صبر المؤمن وثباته وتوكله على الله وحده، يقول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (فصلت: 30).
التوكل على الله في الرخاء
ولا يقتصر التوكل على الله على أوقات الشدائد، بل يجب أن يكون حال المؤمن في الرخاء مثل حاله في الشدة، ففي الرخاء يكون التوكل على الله بِحَمدِه وشُكره وذكره، ومواساة المحتاجين من عباده، وأن يرحم الله عباده كما رحمه الله تعالى، يقول الله تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (إبراهيم: 7).
خاتمة
إن التوكل على الله هو من أعظم العبادات وأهمها، وهو أساس الدين وركيزته، وهو السبيل إلى نيل رضا الله تعالى والفوز بالجنة، فنسأل الله تعالى أن يرزقنا التوكل عليه حق توكله، وأن يجعل توكلنا عليه سببًا لدخولنا جنته.