اللهم إني أسألك العافية
العافية من أعظم نعم الله -سبحانه وتعالى- على عباده، وهي ضد المرض، وهي تشمل عافية الجسد والقلب، فإنَّ من أعظم النعم على الإنسان أن يكون صحيح الجسد والقلب، وهذا مما لا يشعر به كثير من الناس إلا إذا فقدوا العافية.
فضل الدعاء بالعافية
ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يدعو الله بالصحة والعافية في كثير من الأحيان، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ من الجوع، ويقول: «اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، وأعوذ بك من عذاب القبر، اللهم إني أسألك العافية». وكان -صلى الله عليه وسلم- يدعو الله بالعافية في دبر كل صلاة.
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم ينفث فيهما ويقرأ فيهما المعوذتين وقل هو الله أحد، ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يده من جسده ويقول: اللهم أسألك العافية.
أسباب العافية
هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى العافية، منها:
- التقوى ومراقبة الله -عز وجل-: فمن يخشى الله ويراقبه يمنحه الله العافية لأنه يحفظه من الشرور التي تصيب البدن والقلب.
- الدعاء واللجوء إلى الله -سبحانه وتعالى-: فالدعاء من أعظم الأسباب التي تجلب العافية للإنسان، فينبغي للمسلم أن يكثر من الدعاء لله ويسأله العافية.
- التوكل على الله وحسن الظن به: فمن يتوكل على الله وحده ويحسن الظن به يمنحه الله العافية، لأن التوكل والظن الحسن من أسباب راحة القلب واطمئنانه، وراحة القلب من أكبر أسباب العافية.
أنواع العافية
العافية نوعان:
- العافية في الدنيا: وهي أن يمن الله -سبحانه وتعالى- على عبده بصحة الجسد والقلب، وحفظ من الأمراض والأوبئة والأسقام.
- العافية في الآخرة: وهي أن يدخل الله -عز وجل- عبده الجنة ويحفظه من عذاب النار.
العافية في الجسد
تتجلى العافية في الجسد من خلال عدة جوانب، منها:
- القوة والنشاط: فمن يتمتع بالصحة الجيدة تكون لديه قوة ونشاط تمكنه من القيام بأعماله اليومية دون الشعور بالتعب أو الإرهاق.
- سلامة الحواس: فعندما تكون حواس الإنسان سليمة يستطيع أن يرى ويسمع ويتذوق ويشم ويتكلم على أكمل وجه.
- انتظام وظائف الجسم: فإذا كانت وظائف الجسم تعمل بشكل طبيعي يستطيع الإنسان أن يعيش حياة طبيعية.
العافية في القلب
تتجلى العافية في القلب من خلال عدة أمور، منها:
- الطمأنينة والسكينة: فالقلب السليم يشعر بالطمأنينة والسكينة، ولا يشعر بالقلق أو الخوف أو الحزن.
- صفاء القلب ونورانيته: فالقلب السليم يمتلئ بالإيمان والتوكل على الله -سبحانه وتعالى-، ويبتعد عن الغفلة والمعاصي.
- حب الخير والتقوى: فالقلب السليم يحب الخير والتقوى، ويبحث عن كل ما يقربه من الله -جل وعلا-.
حفظ العافية
هناك خطوات يمكن للإنسان أن يتخذها لحفظ العافية، منها:
- المداومة على العبادات: فالمواظبة على أداء الصلوات الخمس في وقتها وبقية العبادات يقرب العبد من الله -سبحانه وتعالى-، ويجعله مستحقًا لرحمته وعنايته.
- اتباع نظام غذائي صحي: فمن يتبع نظامًا غذائيًا صحيًا يتكون من الفواكه والخضروات والبروتينات يقلل من خطر إصابته بالأمراض.
- ممارسة الرياضة بانتظام: فممارسة الرياضة بانتظام يحافظ على صحة الجسم ويقويه ويجعله أكثر مقاومة للأمراض.
العافية في القرآن الكريم
وردت كلمة العافية في القرآن الكريم في عدة مواضع، منها:
- سورة البقرة: (وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)
- سورة النساء: (وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ مَهْرًا فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)
- سورة المائدة: (لَا تُحِلُّوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)
العافية في السنة النبوية
ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الكثير من الأحاديث النبوية التي توضح فضل العافية، ومنها:
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ».
- عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وبعثت إلى الأحمر والأسود».
- عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لو يعلم الناس ما في العافية لتمنوا أن يجلدوا بسيوفهم كل يوم».
العافية من أعظم نعم الله -سبحانه وتعالى- على عباده، ويجب على المسلم أن يشكر الله -عز وجل- عليها، وأن يحرص على حفظها باتباع أسباب الع